
صوت الأمة: المصطفى دراكي
أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن برمجة العطلة البينية الثانية أسبوعا قبل انطلاق بطولة كأس أمم إفريقيا، التي يحتضنها المغرب، في قرار يثير أكثر من علامة استفهام، ويفتح باب النقاش حول منسوب التنسيق داخل وزارة تجمع في اسمها ما بين القلم والكرة، والسبورة والملعب.
فهل كان من العسير تأجيل هذه العطلة أسبوعا واحدا فقط، حتى تتزامن مع تظاهرة قارية كبرى تقام على أرض الوطن وتستحوذ، بطبيعة الحال، على اهتمام الصغار قبل الكبار؟ أم أن الأمر يعكس خللا في الانسجام، حيث يسير التعليم في واد، والرياضة في واد آخر، ولا يلتقيان إلا عند اسم الوزير؟
إن المتتبع للشأن التربوي يدرك أن التلميذ المغربي، كغيره من تلاميذ العالم، مولع بكرة القدم، متيم بأخبارها، متشبع بحماسها. وحين تقام مباريات من حجم كأس أمم إفريقيا في أيام الدراسة، فإن ذلك لا يمر دون أثر: شرود في الأذهان، تشتت في التركيز، وتراجع في التحصيل. بل إن الأمر قد يتجاوز ذلك إلى ارتفاع نسب الغياب، خاصة أثناء مباريات المنتخب الوطني، حيث يمتزج الواجب الدراسي بالواجب الوطني، ويحتار التلميذ بين حضور القسم أو متابعة حلم جماعي يراوده من خلف الشاشات.
ومن هذا المنطلق، يبدو قرار برمجة العطلة خارج هذا السياق الرياضي الكبير قرارا يفتقر إلى الحكمة الزمنية، ويغيب عنه البعد التربوي الشمولي.
لست هنا بصدد المفاضلة بين التعليم والرياضة، فهما جناحا طائر واحد، إن كُسر أحدهما اختل التحليق. وإنما ندعو إلى تنسيق أوثق، وتخطيط أعمق، ورؤيةٍ أشمل، تجعل من التظاهرات الرياضية الكبرى فرصة تربوية لا عبئا دراسيا، ومن العطل المدرسية لحظة انسجام لا مصدر ارتباك.
فوزارة تجمع التعليم والرياضة مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بأن توحد الإيقاع بين الجدول المدرسي والرزنامة الرياضية، حتى لا نظل نطرح السؤال ذاته: هل ندبر قطاعين بعقل واحد، أم بعقلين لا يلتقيان؟
