أخر أخبار

الCAN ومخابرات عبلة

20 ديسمبر 2025
A+
A-

صوت الأمة : المصطفى دراكي

على بعد يوم واحد من انطلاق نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم المغرب2025، تتأكد حقيقة باتت معروفة لكل متابع موضوعي: أن التحدي لا يقتصر على إنجاح التنظيم الرياضي، بل يمتد إلى مواجهة حملات تشويش ممنهجة يقودها الإعلام الجزائري، الذي دأب، في كل مناسبة إقليمية أو دولية، على توظيف الحدث الرياضي خارج إطاره الطبيعي، وتحويله إلى أداة عداء سياسي مكشوف.

لقد أثبت الإعلام الجزائري، الرسمي وشبه الرسمي، أنه لا يتعامل مع الرياضة باعتبارها مجالا للتنافس الشريف، بل كساحة صراع دعائي، حيث تنتقى الصور بعناية خبيثة، وتُفبرك العناوين، وتضخم التفاصيل الهامشية، في محاولة بائسة لتشويه صورة المغرب والطعن في قدرته التنظيمية التي يشهد لها القاصي والداني.

وتحت غطاء “التغطية الصحفية”، يتوقع أن تحل بالمغرب عناصر إعلامية جزائرية لا تحمل نية النقل المهني، بل نية الاصطياد في الماء العكر، عبر تصوير مرافق حساسة، أو افتعال مشاهد فوضوية، أو تضليل الرأي العام بتقارير مفبركة ترسل إلى دوائر معروفة بتغذيتها للعداء بدل الحقيقة.

ولا يقف الأمر عند الإعلام فقط، بل يتجاوزه إلى جماهير مرافقة ثبت في مناسبات سابقة تورطها في رفع شعارات عدائية، واستفزاز الجماهير الأخرى، والسعي المتعمد إلى جر المدرجات إلى الفوضى، في انسجام واضح مع الخطاب التحريضي الذي يضخه الإعلام الجزائري ليل نهار.

إن خبث وحقد الكراغلة نهج متكرر، قوامه التشويه بدل التغطية، والتحريض بدل التحليل، والعداء بدل الروح الرياضية. ومن يصر على تجاهل هذا المعطى، إنما يغمض عينيه عن واقع موثق لا يحتاج إلى دليل جديد.

وعليه، فإن الحزم الصارم مع الإعلام الجزائري وجماهيره المستفزة ليس تضييقا على حرية الصحافة، وإنما حماية للحدث، وصون للأمن، ودفاع عن سمعة بلد. فحرية الإعلام تنتهي حيث تبدأ النية السيئة، والضيافة تسقط حين تتحول إلى استباحة.

الحذر ثم الحذر، لأن المعركة الحقيقية ليست في المستطيل الأخضر، بل في حرب الصور والعناوين، حيث يسعى الإعلام الجزائري إلى تعويض فشله الرياضي بتشويه نجاح الآخرين. غير أن المغرب، بوعيه وتجربته ومؤسساته، قادر على إفشال كل هذه المناورات، وإبقاء البطولة في مكانها الطبيعي: عرسا إفريقيا ناجحا، رغم أنف الحاقدين.

فالرياضة شرف، ومن لوثها بالدعاية الرخيصة، أساء لنفسه قبل أن يسيء لغيره.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: