
صوت الأمة : المصطفى دراكي
تشهد مدينة حد السوالم، خلال الأيام الأخيرة، وضعا بيئيا مقلقا نتيجة التراكم الملحوظ للنفايات داخل الحاويات وفي محيطها، الأمر الذي أثار استياء الساكنة ومخاوفها من الانعكاسات الصحية والبيئية لهذه الظاهرة، خاصة في ظل الأجواء المطرية.
وبحسب معطيات تم الحصول عليها بعد الاستفسار عن أسباب تفاقم الوضع، فإن هذا التراكم لا يعود إلى تقصير في عملية الجمع داخل المدينة، بقدر ما يرتبط بإشكال على مستوى مطرح النفايات المتواجد بتراب جماعة سيدي رحال الشاطئ. فقد أفاد مصدر مطلع أن القائمين على هذا المطرح رفضوا استقبال شاحنات جمع النفايات التابعة لجماعة حد السوالم، مبررين ذلك بعدم توفرهم على الآليات والمعدات الضرورية لتكديس ومعالجة الأزبال.
وقد ترتب عن هذا الوضع عودة خمس شاحنات تابعة لجماعة حد السوالم الإثنين الفارط وهي محملة بالكامل بالنفايات، ما تسبب بشكل مباشر في اختناق منظومة تدبير النفايات داخل المدينة، وأدى إلى تراكم الأزبال بالحاويات والشوارع في مشهد لا يليق بمدينة تحاول جاهدة التغلب على مشاكلها والظهور بصورة لائقة.

ويذكر أن المطرح العمومي المعني تستعمله أربع جماعات ترابية، وهي جماعة حد السوالم، وجماعة السوالم الطريفية، وجماعة الساحل أولاد أحريز، إضافة إلى جماعة سيدي رحال الشاطئ، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول آليات التنسيق والتدبير المشترك لهذا المرفق الحيوي، ومدى جاهزيته لاستيعاب الكميات المتزايدة من النفايات.
وفي هذا السياق، يطالب متتبعون للشأن المحلي بتدخل عاجل من طرف المجلس الإقليمي والسلطات المختصة من أجل إيجاد حل مستعجل ومستدام لهذه المعضلة، وضمان استمرارية مرفق تدبير النفايات دون انقطاع، حماية للصحة العامة وصونا للبيئة، وتفاديا لتحول المدينة إلى بؤرة للتلوث.
ويبقى الأمل معقودا على تحمل جميع الأطراف المعنية لمسؤولياتها، والعمل على تجاوز الخلافات التقنية والتدبيرية، بما يخدم مصلحة الساكنة ويحفظ حقها في بيئة سليمة ونظيفة.
