صوت الأمة:
تقع الاحترافية في قلب التنمية الاقتصادية للدول، من خلال نمو صناعاتها المختلفة بحيث تضمن جودة الإنتاج بقيمة متميزة وتزيد من القدرة التنافسية للشركات.
وفقًا لوكالة التنمية الفرنسية، التي تدرس المشهد الاقتصادي للبلدان الأفريقية، والبنك الدولي، الذي يسلط الضوء على التنمية الاقتصادية للمغرب، فقد جاء في تقريرها السنوي أن السنوات العشر الماضية كانت مثمرة بشكل خاص “حتى لو كان هناك تقدم كبير يتعين إحرازه بعد، الا أن التحسن في مناخ الأعمال خلال الفترة ما بين (2009-2019) ملحوظ ”
تمثل المملكة المغربية نموذجا ملموسا للنجاح من خلال الجهود التي قامت بها في مجال الاحترافية وهو ما يؤكده خبراء الاقتصاد في وكالة التنمية الفرنسية.
“بينما لعب تراكم الرساميل دورا أوليا رئيسيا، فإن التحسن العام في المهارات جعل من نمو الانتاج الاجمالي عوامل محركة متتالية للنمو الاقتصادي”.
إن فكرة الاحترافية في العمل، التي تم تحديدها على أنها رافعة رئيسية لنجاح النسيج الصناعي، تجعلنا نثير عدة اسئلة.
أولاً، ما الذي نتحدث عنه عندما نتحدث عن مصطلح “الاحترافية”؟ ما هي العوامل التي تدخل في نهجه؟
التقينا بالسيد محمد أنيس، مدير الموارد البشرية في كومداتا، وهي شركة رائدة في مجال العلاقات مع العملاء ويعمل بها أكثر من 7000 موظف ومقرها المغرب فأجاب على تساءلنا قائلا: يوفر لنا إطار عمل الموارد البشرية تعريفا محددا للاحترافية: “إنه أمر ملموس للغاية بالنسبة لي ، الاحتراف هو عملية تنطبق على تطوير المهارات والاعتراف بالمهنة”.
واكمل قائلا: “على سبيل المثال، تشكل مهنة البيع عبر الهاتف نجاحا حقيقيا من حيث الاحترافية في العمل داخل مجموعة كومداتا”
“نحن ندرك في كومداتا أن صناعتنا هي عامل تكامل اجتماعي مهم، حيث توفر سهولة الولوج إلى التشغيل وتتطلب استثمارا كبيرا من حيث الاحترافية.
على سبيل المثال، تعتبر أعمال البيع عن بعد ناجحة من حيث إضفاء الطابع الاحترافي على العلاقات مع العملاء، فقد أصبحت هاته الوظيفة مهنة حقيقية تجذب العديد من العملاء والمستثمرين المحليين والدوليين “.
يقدر محمد أنيس أيضا عمل الخبراء بمساهمة خاصة من فرق كومداتا فيما يتعلق بالتوظيف والتدريب والتكوين الذي تقدمه الإدارة بأكملها.
وهكذا ، فإن الاحترافية والتي تعد رافعة رئيسية لتنافسية الاقتصاد المغربي، تبدو لنا الان أوضح من الناحية المفاهيمية وأكثر براغماتية، إنها مسألة تنسيق داخل استراتيجيات الشركة بمساهمة كل قسم ، ويمكنا ان نؤكد في الختام ، أن نجاح مثل هذا النهج يعتمد بالأساس على تنسيق حقيقي للعمل والتعلم وتآزر الاهتمامات التي تتأثر بالإدارات العامة.