صوت الأمة:
في صبيحة يوم الخميس الثاني من شهر مارس استفاق المغاربة قاطبة على صدمة قوية حين علموا أن الشرطي هشام بوخبزة المختفي منذ مساء الاربعاء الفاتح من مارس ، وجد جثة محروقة و مشوهة المعالم داخل بالوعة .ابلغهم بها راعي غنم مر بها في طريقه مع قطيعه بدوار الخدادرة جماعة الساحل ببرشيد ضواحي مدينة الدار البيضاء . ومن معاينة الجثة اتضح فورا أنها للشرطي المختفي ، خاصة لما وجد بمحاذاتها بعض من ملابسه الرسمية التي تحمل شارة الشرطة .
و من الوهلة الأولى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر و بتحليلات جزافية لسبب الجريمة النكراء . انصبت مجملها على أنها لدوافع انتقامية ، بطلها بارون مخدرات و جماعته لعلاقة مزعومة بين الشرطي المغدور و طليقة البارون ، كما راح آخرون لتحليل آخر مفاده أن الجريمة بدافع تصفية حسابات بين عناصر من الشرطة متواطئة مع عصابات تجارة المخدرات . وهكذا اجتهد أصحاب النوايا السيئة في تشويه صورة الأمن الوطني من خلال الجريمة التي اقترفت بحق الشرطي المغدور كعادة من يتربصون بالوطن لرفع حالة من الاحتقان في نفوس الجماهير ضد العناصر الأمنية و حماة الوطن ، ومن وراءهم تابعين مغيبين أو الطامعين في ترويج الأخبار المثيرة للرفع من المعجبين بمنصاتهم و صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي . إلا أن هذه المرة أيضا برهن الشعب المغربي على وفاءه للوطن و محبته لأرضه الطيبة ،و اعتزازه برجال الأمن من مختلف مؤسساتهم . فتكاثفت الجهود بين أفراد الشعب وعناصر الأمن حتى كشفوا الجناة في وقت قياسي .
من ملخص الواقعة يمكننا استنتاج ما يلي :
أولا : استبسال جماعات اليوتوبرز في التحليلات الجزافية الغير مسؤولة بدافع رفع المشاهدات لقنواتهم البائسة دون أدنى حس بالمسؤولية أو احتراما للحدث الجلل . و آخرون مدفوعين أو مأجورين لخلق نوع من التوتر بين الشعب و رجال الأمن قصد زعزعة الأمن . وقد شهدنا هذه الظاهرة في عدد من البلدان العربية خاصة تلك التي تأثرت بما عرف بثورات ” الربيع العربي ” والتي ركزت على استثارة الشعوب ضد رجال الأمن على الخصوص من شرطة و جيش .باعتبارهم رمز من رموز الدولة فحاولوا جاهدين ضرب هذه المنظومة الأمنية للبلدان حتى يتسنى لهم نيل الحرية ، حرية التعبير و ابداء الرأي الجريء أمام الحكام و من ثم تحرير الشعوب من قبضة الديكتاتوريات حسب زعمهم .
في حديث لأحد المدونين و اسمه حمادي كالوتشا “كان دور فيسبوك حاسما”. حيث اطلق صفحة بعنوان “لدي حلم… تونس ديموقراطية “و كان الغرض كسر حاجز الخوف لدى الشباب و دفعهم للتعبير علانية عن آراءهم المعارضة حسب زعمه و بالتالي التأسيس لمجتمع يتمتعون فيه بالحرية و الكرامة . وقد نجحت الخطة بدعم من أطراف خارجية و التي بسطت لهؤلاء منصات و قنوات تمتاز بانتشار و شهرة واسعة . و قد ذكر كالوتشا بهذا الصدد “وسائل الإعلام الدولية مثل قناة الجزيرة غطت الانتفاضة مباشرة من فيسبوك”.
ثم توالت موجة الاحتجاجات و انتقلت من بلد لبلد حتى غطت رقعة مهمة من مساحة الوطن العربي ، من تونس لليبيا ، لمصر وسوريا ..
كما تحرشت هذه المنصات الفيسبوكية و غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي بعدد آخر من الدول لكن استعصى عليها إيقاعها في براثين هذه الثورات المزعومة والمدمرة بفضل حنكة السلطات و مبادراتهم في تتبع هذه المنصات التي اتضح انها تنتدب الكثير من الأكاذيب و الصور المفبركة و الاحداث المختلقة .للتأثير على المتلقين وقد ساعدها في ذلك التقنيات الحديثة المتطورة التي تسهل اختلاق احتجاجات افتراضية لا أساس لها في الواقع .
وقد لوحظ أن كل هذه المنصات ركزت على مهاجمة الركائز الأساسية للدولة ، من أمن بشقيه : الشرطة و الجيش، و قضاء ، و حكومات أو حكام .. وتفننت في تشويه صورهم و استفزاز الجماهير ضدهم بهدف تقويض اهم دعائم الدولة . دون أن يكون لهذه المنصات أو الثورات المزعومة أي برنامج اصلاحي معلوم ، إلا رفع منسوب الغضب لدى الشعوب و من ثم دفعهم لتفجير غضبهم في الشوارع و التصادم مع كل رموز الدولة ، في مقدمتها الشرطة و الجيش . و هذا ما اتضح جليا في الدول التي نال منها ما سمي ” بثورات الربيع العربي ” لم تجني سوى الفوضى و الارباك السياسي و التدهور الاقتصادي و التفكك الاجتماعي …
و بالعودة لجريمة مقتل الشرطي هشام ، فقد اتجهت بعض المنصات نحو تحليل الجريمة باتجاه النيل من رجال الأمن و حماة الوطن، و حاولت بائسة تدنيس سمعة الشرطي الشهيد بتلك الادعاءات المغرضة بلا أدنى إحساس بالمسؤولية أوالأخذ بعين الاعتبار مشاعر أسرته المكلومة حتى خرج شقيقه مستنكرا متوعدا هؤلاء الفجرة في تدوينة على حسابه الشخصي بالفيسبوك أفاد فيه إن “رجال الشرطة مشكورين لا ينامون، وفي تواصل معنا صباح مساء، وأؤكد لا شيء مما هو موجود على مواقع التواصل حقيقة.. والتحقيقات لازالت جارية”، مضيفا أن “أي سنتيم كتربحوه على ظهر خويا وقضيّتو أنا والله ما مْسامحكم، تلعبون بمشاعر أمي المكلومة.. الله ياخدْ فيكم الحق تخرجوا أخبار كاذبة”. .
ثانيا : سرعة القبض على الجناة دليل آخر على يقظة رجال الأمن ، و التنسيق الرائع و المهني بين كل الاجهزة . بل و المواطنين الذين ساعدوا بكل حزم لفك لغز الجريمة بحيث كانوا يسارعون بإبلاغ رجال الأمن عن أي شخص ارتابوا منه أو أي حركة غير مألوفة بمحيطهم .
من الوهلة الأولى لمعاينة الجثة توجهت عناصر الأمن إلى معطى الدافع الإرهابي و ذلك من حالة التنكيل التي لحق بها من تقطيع للأوصال و حرق ، كذا غياب السلاح الوظيفي للشرطي مع الرصاصات الخمس التي من المفترض أن تكون محشوة به إضافة للأصفاد . بمعنى أن الضحية صفيت لغرض سرقة السلاح و متعلقاته الأمنية . وليس لتصفية حسابات شخصية لذلك سابق رجال الأمن عقارب الساعة من أجل الوصول للجناة قبل أن ينفذوا مخططهم الإرهابي .
واصل رجال الأمن تحرياتهم و تتبعهم لآثار من اشتبه بهم وهكذا وفي الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء 15 مارس الجاري، تم توقيف ثلاثة متطرفين أكدوا ولاءهم لتنظيم “داعش الإرهابي”، بكل من مدينة الدار البيضاء وبمنطقة “سيدي حرازم” ضواحي مدينة فاس، ثم المشتبه فيه الثالث في عملية لاحقة بالدار البيضاء واعترفوا كلهم بارتكاب الجريمة في إطار مشروع إرهابي استهدف رجل أمن قصد الاستيلاء على سلاحه المهني لغرض استعماله في عملية سطو على أحد البنوك تم تحديده و خطة استهدافه للحصوص على أموال من أجل تمويل عمليات إرهابية لاحقة .
الجناة الثلاثة من متوسطي التعليم ، بعضهم له سوابق جنائية . وهذه العينة هي التي تستهدف عادة من قبل العصابات و المجموعات المتطرفة ، لأنها قابلة للترويض و التجنيد بسهولة خاصة عندما يجدون أنفسهم أمام مغريات المال و البطولة في إطار ما يسمونه جهادا .
سرعة التجنيد كانت قياسية ، إذ لم يمضي إلا شهر و نصف على اعلان ولائهم للتنظيم الارهابي ” داعش ” ثم انخرطوا مباشرة في تنفيذ مخططهم الإجرامي . هذا الأمر يحيلنا إلى طبيعة التنظيمات و قوانينها .من جهة و خطورة مواقع التواصل الاجتماعي من جهة أخرى و التي تسهل عملية التجنيد عن بعد و الوصول لضحاياها بسهولة بكل المواقع .
فالتنظيم هو عبارة عن مجموعة قواعد و نظم و ممارسات توضع على شكل قانون يمشي عليه مجموعة من المدراء أو المسيرين لتسهيل الوصول لأهداف محددة بوقت أسرع وبكفاءة عالية ، و تأتي أهمية التنظيم في تمكينه لفئات المنتسبين من التدريب أو التوعية و تزويدهم بكل ما يحتاجون اليه من أسباب التحفيز للعمل و الاخلاص فيه أيضا ، كما تنظيم العمل و توزيع المهام حتى تكون المردودية أكثر جودة و فعالية ، و يأتي الهيكل التنظيمي بعد تبلور مجموعة أفكار تتعلق بمشروع ما ، إصلاحي و توعوي أو إنتاجي صناعي بهدف التغيير للأفضل أو الارتقاء للأجود ، و يمكن أن يكون التنظيم ذو صبغة سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية ..
إلا أن أهم و أخطر ما في التنظيمات هو تجميع السلطة بين يدي نخبة من المسيرين ، بيدهم الحل و العقد ، المكافئة أو العقاب ، كما وضع خطة العمل و متابعتها و توزيع المهام ، وهذا المبدأ قد يكون أكثر إيجابية في المؤسسات الاقتصادية لأن سلطة الخبراء على رأس هذا الهرم تكون ضرورية لضبط سير العمل و تحفيز العمال بما يمكنهم من أداء مهامهم بطريقة أكثر فاعلية ، كما أن مبدأ المكافئة و العقاب يجعلهم أكثر انضباطا في العمل و التزاما بإتقانه ..
إلا أن هذا المبدأ ، أي تجمع السلطة بين النخب في التنظيمات السياسية ، قد يكون أكثر سوءا لأنه في هذه الحالة يجعلها اكثر قابلية للانحراف عن الفكرة العامة أو الأساسية التي قام عليها التنظيم ، و أكثر انحيازا للأهواء الخاصة التي يمكن أن تنهار أو تنبطح لأي جهة ضاغطة ، أو تخضع للمساومات و الإغراءات كما أن التنظيم في الحالات السياسية يجعل أفكاره أو عقيدته أكثر عرضة للإفراغ من المحتوى و إحالتها لمجرد شعارات تستوحي مفاهيمها مما تجود به النخبة المسيرة من تفسيرات و تحاليل و اجتهادات حسبما ترى فيه من مصلحة سياسية ، كما أن القوانين المفروضة و المساطير المتبعة في التنظيمات تحد كثيرا من حرية الفرد في العطاء و الحركة و الابداع ،بل و تتحكم به و بتوجهاته . كما تجعل من المنتسبين طاقات معطلة في معظم الوقت لا تنشط إلا في بعض المناسبات كالانتخابات .أو الهزات السياسية .
تنظيم ” داعش ” هو أخطر التنظيمات على الاطلاق الذي نواجهه . و أكثرها خدعة و تضليلا للمسلمين و تشويها للإسلام إنه حالة متقدمة جدا لمأسسة العقيدة و بالتالي إفراغها من محتواها و جعلها رهينة لأهواء و أغراض قياداتها الذين اتضح جليا أنهم عبارة عن أصابع مخابراتية لجهات معادية هدفها تقويض دولنا العربية و تفكيك نسيجها الاجتماعي الذي يعد الدين العمود الفقري لثقافته .
و الحقيقة أن داعش ليست أول من مأسس العقيدة و اتخذ لها تنظيما ، وإن كانوا أول من استغل ” التنظيم ” لينال من العقيدة الإسلامية بشكل لم تنل منها أي جهة معادية .
فمأسسة العقيدة و جعلها بين قضبان التنظيم كانت على يد جماعة الاخوان المسلمين في العصر الحديث ، إذ انهم أول من جعل للعقيدة تنظيما هو الاقرب للتنظيم أو الحزب السياسي منه إلى مبدأ ” الدعوة ” . و بهذا الصدد صرح مؤسسها السيد حسن البنا في إحدى رسائله : “فقامت النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا ، وأخذ كل من موسوليني وهتلر بيد شعبه إلى الوحدة والنظام والنهوض والقوة والمجد، وسرعان ما خطا هذا النظام بهاتين الأمتين في مدارج الصلاح في الداخل والقوة والهيبة في الخارج، وبعث في النفوس الآمال الخالدة وأحياء الهمم والعزائم الراكدة، وجمع كلمة المختلفين المتفرقين على نظام وإمام، وأصبح الفوهرر أو الدوتشي إذا تكلم أحدهما أو خطب تفزعت الأفلاك والتفت الدهر”. ( من مقال حامد عبدالصمد عن نازية الإخوان) . من هنا تتضح صورة التنظيم التي تعتمد فكرة الحزب وقد اختار البنا نموذج الحزب الفاشي الذي تستبد قيادته بالرأي و القرار .ضاربا عرض الحائط مبدأ الشورى الذي يقوم عليه الاسلام . اضف إلى ذلك ما ورد في نص البيعة التي يرددها المنتمي للجماعة وهو : ” أعاهد الله العلي العظيم على التمسك بدعوة الإخوان المسلمين والجهاد في سبيلها , والقيام بشرائط عضويتها والثقة التامة بقيادتها والسمع والطاعة في المنشط والمكره , وأقسم بالله العظيم على ذلك , وأبايع عليه والله على ما أقول وكيل “.هنا الولاء واضحا جدا للجماعة و الكيان التنظيمي أكثر من الولاء للدعوة المحمدية الاسلامية الشاملة خارج التنظيم .وهذا هو منطق الجماعة أو الكيان التنظيمي في أي مجال .فلابد أن يكون الولاء للجماعة أو التنظيم ممثلا في قيادته التي لا تستبد بالقرار فحسب بل و تفرض رؤاها و تفسيراتها الخاصة لنصوص العقيدة أو الفكر حسب الهدف التي تعمل من أجله .
هذه الفكرة تطورت و تضخمت لدى ” داعش ” وقد ساعدتها التكنولوجيا الحديثة على النجاح في مشروعها . فالجماعة لا يمكن أن تنجح إلا إذا استطاعت أن تتحكم في مدركات و مفاهيم الفرد و التأثير على قناعاته الخاصة انتهاء بالتحكم في سلوكياته . و لأجل الوصول لهذا الهدف لابد لها من وسائل داعمة من مثيرات و مؤثرات . وقد استطاعت ” داعش ” أن تتمكن من هذه الادوات و على أعلى مستوى . من قنوات سمعية و مرئية و منصات على جميع وسائل التواصل الاجتماعي . أضف إلى ذلك المنتوج الفني و العروض الهليودية التي تقذف الرعب و الرهبة في النفوس مما أعطاها حجما أكبر من حجمها في تصور المتلقي .أضف إلى ذلك أنها اكتسبت ثقة الكثيرين بسبب تمكنها من مصادر المعلومات أو الخبر أو حتى صناعة الخبر الذي ينتظره المتلقي خلف الشاشات و وسائل التواصل الاجتماعي لتقدمه إليه بالصورة و المفهوم الذي ترغب به و بالتالي تؤثر على مداركه و مفاهيمه بالشكل الذي يخدم مشروعها الاجرامي و التخريبي .
و من المفاهيم التي قذفتها في نفوس عناصرها ، أنها تعيش في مجتمعات ضلت عن الطريق و وصلت لدرجة الكفر، و كل من يرتدي الزي الرسمي لرجال الأمن هو ممثل و حامي لنظام كافر لذلك فدمه مباح و قتاله جهاد .
منذ بداية الحرب في سوريا و العراق ، و ظهور الرايات الداعشية السوداء . ظهر مصطلح في الصحافة العربية وهو ” جيش النظام ” ليرتكز الاهتمام على ضرب الجيوش و الشرطة كذلك باعتبارها ليس فقط رمز للنظام و إنما النظام نفسه ، و من تلك اللحظة عملت قنوات عدة و من بينها ” داعش ” بالتحريض على الجيش و الشرطة و التفنن في قتلهم إن وقعوا في الأسر .
لهذا لم يأتي استهداف الشرطي الشهيد هشام بوخبزة عبثا . رغم أنه في مهام مدنية و ليست عسكرية ، لكن تم استهدافه لبدلته الرسمية التي تنتمي للمنظومة الأمنية الرسمية للبلاد و التي هي في مفهوم هؤلاء المجرمين تمثل النظام ” الكافر ” حسب المفهوم الذي لقن لهم .
” داعش ” و إن كان تنظيما مبني على فكرة أو عقيدة في بدايته ، إلا أنه اصبح اليوم فكرة أكبر من تنظيم . قد تجدها مدسوسة في خطاب أو مبادرة ، أو تنظيم ذو فكر أو عقيدة مناقضة لعقيدة داعش الاساسية . فكر تروج له الكثير من المنابر الاعلامية علانية في صور متعددة ظاهرها النعيم و باطنها العذاب و الدمار . كالحث على الثورات و الانتفاضات الشعبية
بدعوى محاربة الفساد أو الديكتاتوريات الحاكمة للحصول على الحرية و الكرامة كما هي شعارات جميع الاحتجاجات أو ما سمي بثورات ” الربيع العربي ” و استغلال كل الظروف السيئة التي يمكن أن تمر بالمجتمعات من أجل رفع الاحتقان لديها و دفعها للتصادم مع الأنظمة ممثلة في رجال الأمن من شرطة أو جيش .
لكن يبقى أخطر ما في فكرة ” داعش ” بعيدا عن التنظيم أنها اندست في العقيدة و انحرفت بمبادئها و مفاهيمها نحو التطرف و الضلال . فهي تعمد أولا لصناعة العدو أو الكافر سواء من شخصيات أو أنظمة بطريقة احترافية لا يمكن أن تصدر إلا عن مراكز متخصصة و أدمغة تعرف كيف تصيب الهدف في مقتله .ثم تحفز على قتاله و النيل منه باسم ” الجهاد ” بكل ما تحمله هذه الكلمة من قداسة و استبسال في سبيل الحق و نصرة الدين و نيل للشهادة كأسمى غاية . لكن في اتجاه خاطئ يخدم أغراض من أرادوا بديننا و أوطاننا شرا .
رحم الله الشرطي هشام بوخبزة ، شهيد غربة الدين في قلوب اكتنفها ظلام الجهل و الضلال .
د/ نزهة الإدريسي / المملكة المغربية