صوت الأمة:
نظم المجلس العلمي المحلي بالجديدة بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية ندوة علمية وحفلا قرآنيا بمناسبة حلول الذكرى الرابعة والعشرين لاعتلاء مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه الميامين يومه الخميس 27 يوليوز 2023 بمسجد البراكة الحمراء بجماعة سيدي علي بنحمدوش.
وافتتحت هذه الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الإمام المرشد محمد بلحاج.
وتناول الكلمة نيابة عن السيد رئيس المجلس العلمي المحلي للجديدة الدكتور عبدالمجيد محيب الأستاذ حسان القندوسي تحدث فيها عن مقاصد الاحتفال بذكرى عيد العرش المجيد الذي يجسد قوة التلاحم بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الوفي المتجلي في حب المغاربة لملكهم وحب الملك لشعبه تنزيلا لقوله ﷺ: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم».. كما أن الاحتفال بهذه المناسبة تذكير للرعية بمقتضيات البيعة لأمير المؤمنين وتجديد لها، والوفاء بها يحقق لهذا البلد الأمن والأمان والاستقرار والتقدم والازدهار، كما أكد على ضرورة التمسك بأعراف البلد وتقاليده ومنها عرف دور الطلبة الذي دأب على تنظيمه فقهاء المنطقة كل سنة لما له من آثار طيبة على أفراد القبيلة.
أما المداخلة الأولى فقد تحدث فيها الأستاذ محمد مقساوي عن سياق هذه الندوة والحفل الديني الذي يأتي بمناسبة عيد العرش المجيد وهو مناسبة وطنية عزيزة، تعود علينا كل سنة بمزيد من التقدم والازدهار، وعيدُ الافتخار بالتقاليد والأمجاد، إنه عيد المغاربة كلهم، بما يرمز إليه من التلاحم القائم بين العرش والشعب، المبني على الإخلاص والوفاء، وأضاف أن هذا العيد هو مناسبة لتجديد البيعة لمولانا أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله، وذكرَّ بمفهوم إمارة المؤمنين ومستنداتها الشرعية من القرآن الكريم والسنة والإجماع والأدلة العقلية، كما تحدث عن أسسها المتجلية في البيعة وأهل الحق والعقد، مذكرا بمقتضيات البيعة المتجلية؛ في السمع والطاعة لأمير المؤمنين، ولزوم الجماعة، والدعاء والنصرة…، كما استحضر المتدخل في كلمته مقاصد الشارع الحكيم من وجوب تنصيب الأمير ومبايعته ومنها: توحيد المرجعية الدينية للأمة وحماية توابثها صونا لها من الفرقة والنزاع، وتنظيم الشأن الديني بالإشراف على الفتوى والاجتهاد والسياسة الشرعية وصون المقدسات، وإقامة العدل بصون الحقوق وحفظ الحريات، وحماية حوزة البلاد وأمن العباد من كل عدو داخلي أو خارجي يهدد سيادة الأمة وأمن مواطنيها…ليختم مداخلته بواجب المواطنين اتجاه أميرهم مذكرا الحضور بضرورة توقير الأمير وإجلاله والدعاء له والسمع والطاعة له.
أما المداخلة الثانية فقد تحدث فيها الإمام المرشد بوشعيب القز عن مفهوم البيعة باعتبارها أسلوبا شرعيا في تنصيب الأمير، وإعطائه العهد على السمع والطاعة في المنشط والمكره العسر واليسر وتستمد مشروعيتها من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، ويكتب وثيقة البيعة العلماء ويوقعها أعلام الفئات المختلفة في الأمة والمجتمع، وهم الشرفاء والعلماء وشيوخ زوايا التصوف ورؤساء الجيش …. بهذا العقد يعطي الموقعون المشروعية لأمير المؤمنين ويلتزمون له بالولاء في المنشط والمكره، ويلتزم أمير المؤمنين للأمة بما يسمى عند علماء الشريعة في الإسلام بالكليات الشرعية، وذلك بأن يحمي للأمة الأمور الخمسة الآتية:
1. الدين،
2. الأمن على الحياة،
3. النظام العام على أساس قواعد يقبلها العقل،
4. العدل، لاسيما في المعاملات المالية،
5. العرض، أي عيش الكرامة، بحسب أخلاق الدين.
تشمل هذه الالتزامات نفس القواعد الكبرى التي يضمنها الدستور في العصر الحديث، لذلك لم يجد المغرب تنافيا بين حياته السياسية بمقتضى البيعة وحياته بمقتضى الدستور.
وأضاف أن “إمارة المؤمنين ميثاق مكتوب لا كلام”، وزاد مبيّنا أن هذه الإمارة “قائمة على البيعة الشرعية التي بايع المسلمون عليها نبيهم الكريم، والخلفاء الراشدين، وهي حية اليوم هنا على أرض المغرب، وهي عهد وميثاق مكتوب بين أمير المؤمنين وأمته، مذكرا الحضور بأحد تجليات البيعة لأمير المؤمنين كل أسبوع من خلال دعاء الخطباء له في المساجد يوم الجمعة، كما عبر عن أهمية هذه اللقاءات العلمية في تقوية أواصر الترابط بين أفراد القبيلة ، والتعاون فيما بينهم خدمة للصالح العام وتجاوزا للخلافات التي من شأنها أن تفرق بينهم.
وتخلل هذا الحفل البهيج قراءات فردية وجماعية للقرآن الكريم من طرف أئمة وفقهاء القبيلة، كما عرف آيات بينات سورة الفاتحة والربع الأول من سورة البقرة بالقراءات السبع من طرف الإمام المرشد الشيخ حمزة جوميل.
وحضر هذا الحفل جمع غفير من سكان القرية والقرى المجاورة، وممثلوا المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية والمجلس العلمي والأئمة المرشدون” المصطفى الجزولي ومحمد بلحاج وحمزة جوميل وبوشعيب القز، وممثلوا السلطة المحلية
وختمت هذه الندوة والحفل بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين على ما بذله و يبذله من جهود لضمان العيش الكريم لرعيته بكامل ربوع المملكة المغربية الشريفة.
