صوت الأمة: المصطفى دراݣي
على رمال بوزنيقة الذهبية، وتحت سماء ملبدة بترقب سياسي حاد، انطلقت أشغال المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، حيث دارت رحى التنافس، وتصارعت الأسماء، لتهب رياح الترشيح بما لا تشتهي بعض السفن.
أسفرت صناديق الاقتراع عن ميلاد لائحة من ستة أسماء، تصدرها عبد الإله ابن كيران بـ163 صوتًا، يليه إدريس الأزمي الإدريسي بـ160 صوتًا، ثم عبد العزيز العماري الذي حصد 111 صوتًا، فعبد الله بوانو بـ94 صوتًا، ليليه عبد العلي حامي الدين بنصيب 31 صوتًا، وجامع المعتصم بـ30 صوتًا.
وما إن انكشفت أوراق النتيجة، حتى سارع بعض المرشحين إلى سلوك مسطرة الاعتذار، فانسحب العماري وحامي الدين والمعتصم، ليبقى الميدان مفتوحًا على مصراعيه أمام ثلاث قامات سياسية: الأمين العام الحالي عبد الإله ابن كيران، ورئيس المجلس الوطني إدريس الأزمي الإدريسي، ورئيس المجموعة النيابية عبد الله بوانو.
ومن بين 245 مصوتًا، كانت 244 ورقة صحيحة، رسمت ملامح المنافسة الشرسة، وأشعلت جذوة الانتظار في قلوب المتتبعين الذين يترقبون — على أحر من الجمر — من سيظفر بمفتاح القيادة، ويضيء مصباح الحزب في دروب الانتخابات المقبلة.
في أروقة المؤتمر، تتعالى الهمسات، وتكثر القراءات، بين من ينادي بالاستمرارية مع ابن كيران رمز “العودة القوية”، ومن يلوح براية التغيير مع الأزمي الإدريسي، ومن يرى في بوانو وجهًا برلمانياً صلباً قد يجمع بين الشجاعة والحكمة.
لحظات فاصلة يعيشها الحزب الآن، فإما أن يجدد دماءه في عروق الزمن، أو يتمسك بجذوره العميقة، ومهما يكن القرار، فإن التاريخ سيكتب أن مؤتمر بوزنيقة كان بحق، عرسًا ديمقراطيًا، ونقطة تحول في مسار حزبٍ لطالما سار بين مد وجزر، بين انكسار وانتصار.
ومن المنتظر أن يعلن المجلس الوطني اليوم عن اسم الأمين العام الجديد، الذي سيتحمل عبء المرحلة، ويقود العدالة والتنمية نحو انتخابات 2026… فهل سيبقى المصباح مشتعلاً أم تهب عليه رياح أخرى؟