أخر أخبار

فاتح ماي بين رؤية موخاريق النقابي وبن كيران السياسي

3 مايو 2025
A+
A-

صوت الأمة: المصطفى دراݣي

في ساحة كانت بالأمس القريب ميدان وحدة ونضال، اندلع سجال حاد كجمر تحت الرماد، حين صوّب الميلودي مخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، سهام كلماته نحو عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بعد خرجته المثيرة في احتفالات فاتح ماي، والتي اتهم فيها هيئات نقابية بـ”البيع والشراء في الطبقة العاملة”.

خرج مخاريق عن صمته، وكأنه يُخرج من صدره غبار السنوات، فقال في تصريح لاذع: “بْقاتْ فيه الفقْسة”، في إشارة إلى غصة الانتخابات الأخيرة، حيث دعا الاتحاد إلى عدم التصويت لبنكيران وحزبه، معللًا ذلك بأن “منه لم يأت سوى الشر”.

وما بين “نقابي يذود عن كرامة العمال” و”سياسي يسعى لتلميع الصورة بعد عاصفة قراراته”، تتأرجح الرواية وتضطرب الحكاية. فكيف لرجل كانت بصماته على ملفات التقاعد والاقتطاعات والرفع من سن التقاعد أن يقف اليوم خطيبًا في حضرة من اكتووا بنيران إصلاحاته؟ سؤال طرحه مخاريق بمرارة، قائلاً: “آشْ جايْ يْديرْ أمين عام حزب سياسي يخطب على الأجراء؟”.

هي إذن مواجهة بين ماضٍ لم يُنسَ، وحاضر يصر البعض على تجميله. مفارقة تُغذيها الذكريات وتحكمها الحسابات. نقابي يرى في الاستقلالية شرطًا للنضال، وسياسي يرى في المنصة فرصة للوصال. بينهما تتأرجح ثقة الأجراء، وتُختبر صدقية الشعارات.

فاتح ماي كان موعدًا للاحتفال، فإذا به يتحول إلى محفل جدال، بين من رفع الشعارات، ومن رفع سن التقاعد. وبين “الرفيق” و”الشيخ”، ضاعت بوصلة العمال، وتاه صوت الحقيقة بين الحناجر.

فهل ستبقى النقابات منابر نضال لا تُستغل؟ أم أننا سنشهد فصولًا أخرى من هذا المسرح الذي تتداخل فيه الأدوار وتتقاطع فيه المصالح؟

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: