صوت الأمة: المصطفى دراݣي
في خضمّ تحولات عالمية لا تعرف السكون، وفي زمن تتزاحم فيه التحديات كما تتعانق الآمال، أطلّ المغرب من بوابة الرأس الأخضر، على لسان وزير خارجيته ناصر بوريطة، ليؤكد من جديد أن المملكة ليست مجرّد متفرج في مسرح الأحداث الإفريقية، بل فاعلٌ متبصر، وشريكٌ بصير، يحمل همّ القارّة ويسعى إلى رفعتها.
ففي الاجتماع الوزاري للدول الإفريقية الأطلسية، لم يكن صوت المغرب مجرد صدى دبلوماسي، بل كان نداءً من الأعماق إلى بناء فضاء إفريقي أطلسي يكون قطباً جيو-استراتيجياً فاعلاً ومزدهراً، يجمع بين الأمن والازدهار، وبين السلم والاستقرار.
وقد شدد بوريطة، في خطاب يفيض عزماً ويتقد إيماناً، على أهمية التعاون الجماعي لمواجهة التحديات المشتركة، قائلاً إن اليد الواحدة لا تصفق، وإن القارب لا يبلغ برّ الأمان إلا بتضافر المجاديف. فالعالم لم يعد يتّسع للأصوات المتفرقة، بل يستجيب لأوتار العمل المشترك، ويتناغم مع ألحان التكامل والتنمية.
وفي رؤية مغربية لا تقتصر على الأقوال، بل تُترجم إلى أفعال، عبّر الوزير عن استعداد المملكة لتقاسم خبراتها في مجالات متعددة، من الأمن إلى التنمية المستدامة، ومن التكامل الإقليمي إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب. هي روح التضامن المغربي التي طالما آمنت بأن تقدم إفريقيا لا يكون إلا بأيدي أبنائها، وبوحدة صفوفها، وبإرادة تتجاوز العقبات كما تتحدى الأنواء.
إنها ليست مجرد دعوة، بل رسالة محمولة على أجنحة الوفاء للقارة، يوجهها المغرب إلى شركائه في الفضاء الأطلسي الإفريقي: تعالوا نبني، تعالوا نتعاون، تعالوا نحلم معاً… فالمستقبل لا ينتظر المترددين، بل يكتب سطوره من يجرؤون على الإقدام.