صوت الأمة: عبد الإله كبريتي
في بادرة تضامنية جديدة تعكس روح الأخوة والدعم المتبادل بين المغرب وليبيا، اقترح السيد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، على الاتحاد الليبي لكرة القدم، إقامة ما تبقى من مباريات الدوري الليبي الممتاز، بما في ذلك دوري سداسي التتويج، على الملاعب المغربية، وذلك دون أي مقابل مالي.
ويأتي هذا العرض الكريم في سياق الأوضاع الأمنية المتدهورة التي تعيشها العاصمة الليبية طرابلس، بسبب تصاعد التوترات بين الفصائل المسلحة، إلى جانب التحركات العسكرية من الشرق بقيادة المشير خليفة حفتر، ما جعل من الصعب على الاتحاد الليبي مواصلة منافسات الدوري في بيئة رياضية آمنة.
ويعكس اقتراح لقجع موقف المغرب الثابت والداعم لوحدة ليبيا واستقرارها، كما يجسد رؤية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المنفتحة على محيطها العربي والإفريقي، والتي لطالما قدمت الدعم للاتحادات الشقيقة في فترات الأزمات، سواء عبر توفير البنية التحتية الرياضية، أو من خلال تبادل الخبرات التقنية والتنظيمية.
وأكدت مصادر مطلعة أن العرض المغربي يشمل توفير ملاعب ذات جودة عالية، وإمكانيات لوجستيكية متكاملة، إلى جانب تسهيلات للإقامة والتنقل، وذلك في إطار شراكة رياضية-إنسانية تهدف إلى ضمان استمرارية المنافسات الكروية الليبية في أجواء آمنة ومحترفة.
وقد لاقى هذا المقترح ترحيباً أولياً من مسؤولين في الاتحاد الليبي لكرة القدم، حيث يُرتقب أن يتم عقد اجتماع رسمي خلال الأيام القليلة المقبلة لدراسة تفاصيل العرض المغربي، وإمكانية اعتماده كحل عملي لإنقاذ الموسم الرياضي الليبي.
ويُشار إلى أن المغرب سبق له أن استقبل منتخبات وأندية من دول عاشت أزمات مماثلة، واحتضن مباريات دولية وقارية في ظروف مثالية، مما يعزز من مصداقية العرض المغربي ويجعله خياراً واقعياً ومرحباً به.
إن هذه المبادرة ليست غريبة عن السياسة الرياضية المغربية، التي جعلت من التضامن مبدأً أساسياً في تعاملها مع الأزمات الإقليمية، في وقت تبقى فيه الرياضة، وخاصة كرة القدم، رسالة سلام ووحدة بين الشعوب.