صوت الأمة : المصطفى دراݣي
تطفو على السطح بمدينة حد السوالم ظاهرة مشينة، تسيء إلى الذوق العام وتغضب الخالق والمخلوف معًا،يتعلق الأمر هذه المرة بسرقة أغطية البالوعات في وضح النهار، وتحت جنح الليل، بلا وازع أو خوف من عقاب. فهل أصبح الاسترزاق المقيت مبررًا لإزهاق الأرواح وتعريض المارة والسائقين للهلاك؟
إنه مشهد يتكرر في أكثر من حي(قطب العمران نموذجا)، وكأننا أمام عصابات لا تعبأ بخطر داهم ولا تخشى مساءلة قادمة. تُنتزع الأغطية المعدنية، وتُترك الفوهات فاغرة أفواهها، كأنها أفخاخ منصوبة لأقدام الأبرياء، وكم من راجل تعثر، وكم من طفل سقط، وكم من دراجة أو سيارة وقعت ضحية هذا الإهمال الجسيم.
ولا تقف الجريمة عند حدود الأرواح المهددة، بل تتعداها إلى البنية التحتية المنهكة أصلا، إذ تُترك قنوات الصرف الصحي بلا حماية، فتصير مكبًا للأتربة والأزبال، مما يسد مجاريها، ويغلق مسالكها، فيتحول الشتاء إلى كابوس من المستنقعات .
إن محاربة هذه الظاهرة لا تتطلب فقط تشديد المراقبة والزجر، بل تقتضي أيضًا ترسيخ الوعي، وتفعيل الحس المدني، وتحريك الضمائر الراكدة،وأرى ان هذا دور جمعيات المجتمع المدني.
فحماية الأرواح والممتلكات مسؤولية مشتركة، تبدأ من البيت مرورا بالجمعيات المدنية وتنتهي عند بوابة المسؤولين. فلا تنمية بلا أمان، ولا حضارة بلا نظام، ولا مستقبل لمدينة تُسرق بالوعاتها ويُسكت عن سارقيها.