صوت الأمة
في لوحةٍ ساحرةٍ رسمتها الأرقامُ قبل أن تخطَّها الأقلام، بزغ نجمُ المغرب في سماءِ السياحة العالمية، معلنًا عن انتصارٍ جديد على خارطة الجذب السياحي. فقد سجلت المملكة المغربية خلال سنة 2025 قفزةً نوعية في عدد الزوار القادمين من روسيا، إذ بلغت نسبة الارتفاع في حجوزات السياح الروس نحو المغرب 500٪، أي ما يعادل خمس مرات أكثر من العام الماضي، في مشهدٍ يُترجمُ الإقبال المتصاعد على دروب العراقة وجذور الأصالة.
فليس غريبًا أن يستهوي المغرب قلوب الروس، وهو بلدٌ يُغنّي بتنوعه، ويتغنى به الزمان والمكان. فمن جبال الأطلس الشامخة إلى رمال الصحراء الذهبية، ومن أزقة فاس العتيقة إلى أمواج أكادير الرشيقة، يجد السائح في المغرب فسيفساءً من الجمال، وموطنًا للدفء في كل فصول السنة.
إنه المغرب الذي يتحدث إليه الزائر بلغاتٍ لا تحتاج إلى ترجمان: لغة التقاليد، وصوت الطبول، ورائحة النعناع، وحكايات الدرازات على أرصفة المدن القديمة.
في ظل برودة الشتاء الروسي وصقيع الشمال، يهرب الكثير من الروس بحثًا عن الدفء، لا فقط في المناخ، بل في اللقاء. والمغرب، بكرم أهله وبشاشة وجهه، بات يشكل محطة مثالية للاستجمام والاستكشاف، حيث تشرق الشمس مرتين: مرة من السماء، ومرة من الوجوه.
وقد عززت الخطوط الجوية المغربية والروسية من تواجدها، وأُطلقت عروض مغرية، ورحلات مباشرة نحو مراكش، والدار البيضاء، وأغادير، وورزازات، فكان الإقبال واسعًا، وكانت المفاجأة مدوية: المغرب يتربع على عرش اختيارات السياح الروس لسنة 2025.
هذا الارتفاع الصاروخي في عدد الزوار الروس لا يعد مكسبًا سياحيًا فقط، بل هو رافعة اقتصادية واعدة، وفرصة للاستثمار السياحي، حيث تتقاطع الفرص مع الرؤى الملكية التي جعلت من السياحة ركيزة استراتيجية للتنمية.
نقولها بفخرٍ مغربيٍّ مبين:
إذا كان لكل أرضٍ شمسُها، فإن شمس المغرب لا تغيب، بل تزداد إشراقًا في قلوب الزائرين، ومنهم الروس الذين وجدوا في مملكة الأنوار وطنًا ثانيًا، ووجهة أولى.