صوت الأمة: هيئة التحرير
اختارت الفنانة المغربية خولة مجاهد، المعروفة بلقبها الفني “جايلان”، أن تُبحر عكس التيار، وتغني للمغرب، لأصالته، لتاريخه، ولجماله الذي يسكن التفاصيل. فقد أطلقت عملها الغنائي الجديد “ها وليدي”، ليكون تحية فنية عابقة بعبير التراث المغربي الأصيل، وسِفْرا موسيقيا يستحضر روائع الذاكرة الشعبية ويُجدد حنين الروح إلى الجذور.
جاء هذا الإصدار كصرخة جمال وفخر، سبقتها الفنانة بمنشورٍ عبر حسابها على منصة “إنستغرام”، حيث نشرت صورة ترويجية للعمل مذيّلة بثلاث كلمات تختزل فلسفة الأغنية: “ROOTS, IDENTITY, & PRIDE” – “جذور، هوية، وفخر”. كلمات قليلة لكنّها كفيلة بإيقاظ العاطفة الكامنة في صدر كل مغربي، حيث الشوق للانتماء، والاعتزاز بالهوية، والوفاء للأرض.
“ها وليدي” ليست مجرد لحن يُسمع أو كلمات تُردد، بل هي أغنية تنبض بصدق الانتماء، وتتمايل على أنغام الذاكرة الجماعية، فهي تُحاكي الوجدان الشعبي بكلمات مستوحاة من عمق الثقافة المغربية، وتُحاكي العين بكليب بصري يُشبه لوحة فسيفسائية تُجسد تنوع المملكة الطبيعي والثقافي؛ من جبال الأطلس الشامخة إلى كثبان الصحراء الذهبية، ومن زينة الأهازيج النسائية إلى سحر المعمار التقليدي.
في هذا العمل، أظهرت جايلان نضجا فنّيا وموقفا جماليا، إذ اختارت أن تكون رسولة الجمال المغربي، وأن تحمل بصوتها مشعل الأصالة، فتجمع بين رقة النغمة وجزالة المعنى، وبين حداثة التعبير وقدامة الموروث. ولعل اسم الأغنية نفسه، “ها وليدي”، يحمل تلك اللمسة الحنونة التي تلامس الروح، وتبعث فينا دفء الأمومة، وعبق الدروب الطينية التي مشيناها أطفالًا.
إن “ها وليدي” ليست فقط أغنية، بل تجسيد فني للهوية، وسفر موسيقي في دروب التراث، وترنيمة عشق للوطن. وفي زمن نحتاج فيه لإعادة تعريف ذواتنا الثقافية وسط ضجيج العالم، تأتي جايلان لتقول: “هُنا المغرب.. حيث الأصالة تُغنّى، والجمال يُرى، والانتماء يُعاش”.
فهل آن للغناء أن يعود إلى حضن الجذور؟
جايلان تجيب، بصوتها، بنعمٍ تُطرّزها المحبة وتوشيها الفخر.