أخر أخبار

ico جلالة الملك يدشن المركب الاستشفائي الجامعي الدولي محمد السادس للرباط ويعطي تعليماته السامية لافتتاح المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس لأكادير ico تقرير يبرز جهود المجلس الأعلى للسلطة القضائية في تخليق المنظومة القضائية (تقرير 2024) ico وفد من الهيئة الجهوية لجمعيات المجتمع المدني بجهة الدار البيضاء – سطات يتوجه إلى مدينة العيون للمشاركة في احتفالات الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء ico النقابة الوطنية للصحافة المغربية تُفنّد مزاعم طرد حنان رحاب وتدين حملات التضليل ico قرار مجلس الأمن 2797 : انتصار مغربي ومكسب جزائري ico القرار الأممي 2797.. انتصار الدبلوماسية المغربية وصفعة للخصوم ico يوم تاريخي في مسار القضية الوطنية: الأمم المتحدة تؤكد مغربية الصحراء وتدعم مقترح الحكم الذاتي ico تقرير *السلطة القضائية بالمغرب:* ‏ *سنة 2024 محطة حاسمة في استكمال البناء المؤسساتي* ‏ *وتعزيز التعاون الحكومي* ico الكلاب الضالة تغزو شوارع حد السوالم وتشكل خطرًا متزايدًا على الساكنة ico المختلون عقلياً يغزون شوارع حد السوالم… خطر يتفاقم وسط غياب التدخل

نزيف الكفاءات.. الجواهري يدق ناقوس الخطر

8 يوليو 2025
A+
A-

صوت الأمة: هيئة التحرير

وضع عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، إصبعه على جرح نازف في جسد الاقتصاد الوطني، جرحٌ اسمه “هجرة الأدمغة”. فالرجل لم يُوارِ خلف الأرقام واقعًا بات يصرخ، بل قالها صراحة: “نخسر سنويًا حوالي 20 مهندسا من بنك المغرب وحده”، في مشهد يعكس أزمة أعمق من مجرد انتقال أفراد، إنها أزمة نزيف جماعي في شريان التنمية.

ولأن البوصلة الرقمية لا تهتدي بلا عقول، أكد الجواهري خلال المنتدى الـ23 للاستقرار المالي الإسلامي، أن التحدي الحقيقي أمام التحول الرقمي ليس التكنولوجيا في حد ذاتها، بل في الكفاءات المؤهلة القادرة على توطينها وتطويرها، واصفا المشهد بـ”الاختبار الصعب” الذي لا تُجدي فيه النوايا الطيبة وحدها.

وهو ما زكاه الخبير الاقتصادي إدريس الفينة، مشيرا إلى أن المغرب يُخرّج آلاف المهندسين، لكنه لا يجد لهم أرضية خصبة تليق بزهر عقولهم. فبينما تُكوِّن مؤسسات التعليم العالي نحو 11,000 إلى 24,000 مهندس وتقني سنويا، يغادر البلاد ما بين 2700 و3700 منهم، في اتجاه بلدان تعرف كيف تحتضن النبوغ وتحفز الإبداع.

أما في قطاع التكنولوجيا، فالهجرة تتحول إلى طوفان، حيث يغادر حوالي 8,000 مهندس ومبرمج سنويا، في ظل عروض مغرية من دول مثل ألمانيا وكندا وفرنسا، تقابلها بيئة وطنية تئن تحت وطأة ضعف الأجور، وقصور الابتكار، وجمود السياسات.

إنها ليست مجرد أرقام، بل صفعة رقمية على وجه الوطن، تُترجم إلى خسارة تعليمية تُقدّر بما بين 150 و300 مليون درهم سنويا، وضياع فرص لا تُقدّر بثمن في النمو والإنتاج والتميز.

وإذا كانت الهجرة في حد ذاتها حقًا فرديا مشروعا، فإن الكارثة تكمن في غياب رؤية وطنية لاحتضان الكفاءات وربط التكوين بسوق الشغل. فالمعادلة، كما يراها الفينة، بسيطة وعميقة: لا تطلبوا من العقول أن تبقى في وطن لا يحترم ذكاءها، بل ابنوا لها وطنا يليق بأحلامها.

الحل، إذن، لا يكمن في كبح الهجرة ولا في التوسل للبقاء، بل في زرع الأمل في الأرض التي خرّجت هؤلاء الأبطال الصامتين، عبر مشاريع كبرى، واقتصاد محفّز، وشراكات مع الجالية المغربية في الخارج، حتى يُصبح الحلم الوطني ممكنا، لا مجرد شعار يُقال في الخُطب.

فهل آن الأوان لنوقف نزيف العقول، ونحوّل الهجرة من خسارة إلى فرصة؟

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: