أخر أخبار

ico ارتفاع حصيلة الفيضانات الاستثنائية بإقليم آسفي إلى 37 حالة وفاة (سلطات محلية) ico المنتخب الوطني للقاعة سادس عالميًا والنسوي يتصدر إفريقيا ico من 1988 إلى 2025.. المغرب يكتب فصلاً جديداً من مجد كرة القدم الإفريقية ico الجمعية العامة لمؤتمر رؤساء المؤسسات التشريعية الإفريقية (COPSAL)، تعيد التأكيد على تشبثها بوحدة وسلامة أراضي الدول الإفريقية ico جنوب إفريقيا ترضخ لقرار الحكم الذاتي بالصحراء المغربية ico بركلات الحسم… الأبيض الإماراتي يُقصي الجزائر ويشعل نصف النهائي أمام أسود الأطلس ico نهائيات كأس إفريقيا للأمم -المغرب 2025.. “اعتمدت على معايير موضوعية في اختيار اللاعبين” (الركراكي) ico 🏆 المنتخب المغربي يحجز بطاقة العبور إلى نصف نهائي كأس العرب قطر 2025 بفوز مستحق على سوريا ico السيد وليد الركراكي يعلن عن لائحة اللاعبين المشاركين في كأس إفريقيا للأمم بالمغرب ico مجلس النواب يحتضن الجمعية العامة السنوية الثالثة لمؤتمر رؤساء المؤسسات التشريعية الإفريقية، يومي 12 و13 دجنبر 2025

حد السوالم تودع سوقها الأسبوعي

9 أكتوبر 2025
A+
A-

 

صوت الأمة:المصطفى دراكي

صادق المجلس الجماعي لمدينة حد السوالم خلال دورة أكتوبر العادية، في جزئها الأول المنعقد يوم الثلاثاء 7 أكتوبر الجاري، على قرار تحويل السوق الأسبوعي إلى سوق يومي حديث، سيقام بتجزئة النصر، ويحتضن بين جنباته الباعة الجائلين، في مسعى حثيث لتحسين البنية التحتية، وتطويق مشاهد العشوائية التي وسمت بعض الأحياء.

قرار ترفرف فوقه أعلام التحديث، وتصفق له الأغلبية المسيرة، باعتباره لبنة جديدة في صرح التنمية المحلية، وخطوة تنشد الرقي والتأهيل، لا سيما أن السوق الحالي يتموقع فوق وعاء عقاري يعود لودادية سكنية، ظل أصحابها منذ سنوات يطالبون بتسليمهم أرضهم، بعدما تحولت من حلم سكني إلى كابوس فوضوي.

لكن، وعلى ضفة أخرى من نهر القرار، تعالت أصوات مشوبة بالحسرة والحنين، معتبرة أن في طيِّ هذا السوق طيٌّ لصفحة من ذاكرة المدينة. فالسوق الأسبوعي، كما يرى الكثيرون، لم يكن مجرد فضاء للبيع والشراء، بل كان موروثا ثقافيا، ومشهدا تراثيا، ومسرحا شعبيا تتلاقح فيه الحكايات وتتصافح فيه الأجيال.

هنا، كانت تعقد الصفقات وتنسج العلاقات، وهنا كان يلتقي تجار المواشي، ومزودو اللحوم الحمراء، والفلاحون القادمون من كل فج عميق. كان السوق نبضا ينبض به قلب المدينة كل أسبوع، يختلط فيه عبق التراب برائحة الزعتر، وتتعانق فيه الأصوات والأنغام، في مشهد قل نظيره في زمن الإسمنت والزجاج.

وبين من يصفق للقرار على أنه خطوة شجاعة نحو الحداثة، ومن يُحذّر من أن يلقى بالتراث في سلة النسيان، تقف حد السوالم اليوم عند مفترق طريق: أيهما أولى؟ الرقي العمراني أم الوفاء للذاكرة الجماعية؟

وهل يمكن للتحديث أن يتسع للتراث، دون أن يلغيه؟ أم أن عجلة التطوير لا تنتظر من يعاند دورانها؟

في النهاية، تبقى الأسئلة معلقة، والإجابات معلقة كذلك على مدى نجاعة المشروع الجديد، وعلى قدرة المجلس الجماعي على الجمع بين مقتضيات الحاضر وروح الماضي، فالتنمية لا تكتمل إلا إذا عانق الإسمنت الطين، واحتضن الغد الأمس دون أن يقصيه.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: