أخر أخبار

حد السوالم… تنامي ظاهرة المختلين عقلياً يثير مخاوف الساكنة ويطرح أسئلة حول دور الجهات المسؤولة

28 نوفمبر 2025
A+
A-

تقرير : ابراهيم أبو آدم “صوت الأمة ”

شهدةت مدينة حد السوالم خلال هذا الأسبوع ظهور عدد لافت من المختلين عقلياً بجميع فئاتهم العمرية، يتجولون في الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية دون أيّ مراقبة أو تدخل من الجهات المعنية، مما أثار مخاوف حقيقية لدى المواطنين الذين عبّروا عن قلقهم من تهديد سلامتهم الجسدية والأمنية، خصوصاً بعد تسجيل سلوكات عدوانية متكررة في بعض المناطق.

وتحوّلت عدد من الشوارع—خاصة بالقرب من المحاور التجارية وبجوار المؤسسات التعليمية—إلى نقاط توتر، بعدما صار وجود المختلين العقليين فيها مشهداً يومياً، حيث يقدم البعض منهم على مطاردة المارة أو التصدّي لهم بحركات غير محسوبة، الأمر الذي خلق إحساساً باللاطمأنينة، خصوصاً لدى النساء والتلاميذ.

ويربط فاعلون جمعويون هذه الظاهرة بكون حد السوالم أصبحت منطقة حضرية مستقطِبة لوفود بشرية من مدن وقرى مجاورة، ما يجعلها بدورها تستقبل حالات من المرضى النفسيين الذين يُتخلى عنهم في الفضاء العام. كما يشددون على أن غياب مراكز متخصصة في الرعاية النفسية والاجتماعية بالمنطقة يفاقم من الوضع، ويحوّل الشارع إلى “ملجأ مفتوح” لهم.

من جهتهم، يطالب سكان المدينة السلطات المحلية والأمنية بالتدخل العاجل لوضع حد لهذا الوضع، عبر نقل هؤلاء المرضى إلى مراكز الإيواء والرعاية الطبية المناسبة، أو التنسيق مع المصالح المختصة لإيجاد حلول مستدامة تحفظ كرامتهم وتضمن في الوقت نفسه أمن المواطنين.

ويؤكد متتبعون للشأن المحلي أن معالجة الظاهرة تتطلب سياسة مندمجة تجمع بين وزارة الصحة، والسلطات الترابية، والجماعات الترابية، إضافة إلى المجتمع المدني، من أجل إحداث بنية خاصة للعلاج النفسي والإيواء الطارئ، مع إطلاق حملات دورية للحد من تنامي هذه الحالات في الفضاء العام.

ويبقى السؤال المطروح اليوم بقوة: إلى متى ستظل شوارع حد السوالم مسرحاً لمعاناة صامتة لمرضى في حاجة إلى رعاية، ومصدراً لخوف المواطنين الذين يطالبون بحقهم في الأمن والطمأنينة؟

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: