
صوت الأمة:عبدالاله كبريتي.
عندما ينتقل العرس الإفريقي إلى مدينة طنجة، ينتقل معه إلى فضاء فريد يجمع بين سحر المتوسط ونَفَس المحيط، وبين التاريخ العريق والطموح المستقبلي الكبير. طنجة ليست مجرد مدينة مستضيفة، إنها حكاية كونية كتبتها الحضارات على مدى آلاف السنين، وجعلت منها نقطة التقاء استثنائية بين إفريقيا وأوروبا، وبين الشرق والغرب.

منذ الوصول إلى طنجة، يستشعر الزائر نبض مدينة عالمية. يلوح مضيق جبل طارق في الأفق، وقد شكل عبر التاريخ معبراً استراتيجياً شهد أساطير، وهجرات، وفتوحات، وتبادلات ثقافية لا تنتهي. وفي قلب المدينة، ترتفع القصبة شامخة فوق الهضبة، تطل على البحر بمشاهد أسطورية، وتضم بين أسوارها متحف القصبة، وأزقة ضيقة تفوح منها رائحة الزمن الجميل.
وتبقى المدينة العتيقة بمتاهاتها البيضاء وأسواقها الشعبية من أجمل الفضاءات التي تمنح للزائر تجربة أصيلة. هناك حيث المقاهي القديمة، ومحلات الصناعات التقليدية، والأبواب التاريخية مثل باب القصبة وباب الفحص، وحيث يشعر الزائر أنه يتجول في مدينة تحفظ روحها رغم انفتاحها الكبير.
أما طنجة الحديثة، فهي قصة نجاح مغربية بامتياز. فمن ميناء طنجة المتوسط، أحد أكبر الموانئ في إفريقيا والمتوسط، إلى مارينا باي طنجة التي أصبحت أيقونة سياحية راقية، مروراً بالكورنيش العصري والمناطق الاقتصادية الكبرى… كلها شواهد على طفرة تنموية جعلت من طنجة مركزاً اقتصادياً عالمياً وقبلة للاستثمارات الدولية.
ولا يمكن الحديث عن طنجة دون الحديث عن غابات الرميلات وجبل الكبير ومغارة هرقل، تلك المغارة الأسطورية التي ترتبط بحكايات الميثولوجيا الإغريقية وتقدم واحدة من أجمل الإطلالات على المحيط. إنها الطبيعة في أبهى صورها، تحتضن الزائر وتمنحه لحظات من الصفاء والمتعة البصرية.
وفي إطار العرس الإفريقي، تقدم طنجة نفسها مدينة احتفالية بامتياز. تجمع بين بنيات تحتية متطورة، ومرافق فندقية عالمية، ومسرح ومراكز ثقافية حاضرة بقوة، إلى جانب مطار دولي يربطها بعشرات المدن عبر العالم. إنها مدينة تعشق الفعاليات الكبرى وتعرف كيف تمنح ضيوفها تجربة لا تُنسى.
طنجة اليوم ليست مدينة فقط، بل أسطورة حيّة… مدينة تقف على بوابة قارتين، وتفتح قلبها لإفريقيا في هذا العرس الكبير، كما فتحت عبر التاريخ أبوابها للثقافات والشعوب.
