أخر أخبار

الفنان التشكيلي منير لحلو فنان واعد يرسم لوحاته من وحي الواقع

4 مايو 2021
A+
A-

 

صوت الأمة:

بقلم : محمد لصفى

كما هو متعارف عليه يعتبر الفن التشكيلي في الأساس موهبة وإحساس، ثم تأتي بعد ذلك رحلة شاقة وطويلة من الاطلاع والثقافة البصرية، وكل هذه العوامل هي التي تصنع الفنان التشكيلي الجيد، هذا هو حال الفنان التشكيلي العصامي منير لحلو أحد أبناء مدينة عشاق الفن و الفنانين مدينة آزمور منير لحلو المزداد سنة 1991 بمدينة الدار البيضاء الذي استطاع مواجهة الصعاب وأن يشق طريقه لعالم الفن، و يجعل له مكانا بين كبار الفنانين التشكيليين، رسام مبدع بما تعنيه الكلمة لما يتميز به من حس خيالي جامح ومدهش، يُخرج أجمل اللوحات الفنية الأنيقة، عشق الفن التشكيلي منذ صغره، بإيعاز من والدته التي كانت توفر له الأوراق و الأقلام و الصباغة المائية حتى يضطر للجلوس بالبيت نتيجة خوفها الشديد عليه من بعض أقران السوء، فنما فيه عشقه لهذا الفن الذي هو في نفس الوقت هبة من الله، لهذا قرر مع نفسه عدم تضييعها، فسلك طريق الإبداع و هو في المرحلة الإعدادية من الدراسة، بفضل أساتذة المادة و آخرين من قبيل أنس البوعناني و أحمد لامين و زين العابدين و عبد الإله زخروف و حمودة الزاوي.و زاد إلمامه بسيميائيات و أغوار هذا الفن من خلال مشاركاته إلى جانب مجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة منهم و الأجانب على اختلاف مدارسهم ابتداء من سنة 2007، سواء بمدينتة آزمور أو الجديدة و البيضاء وبن أحمد إلى جانب مشاركته في مهرجانات من خلال فن الجداريات و التي كانت له فيها لمسة خاصة، من بينها الجدارية التي قام برسمها سنة 2019 لأجل أطفال ضحايا الحروب بمدينة وزان والتي استنفرت السلطات المحلية و تناولتها عدد من الجرائد والمواقع الالكترونية.

تعلق الفنان الموهوب منير لحلو بالفن التشكيلي كلوحة سامية تشع بهاء ورمزية، وكلغة تجسدها الألوان والرسومات، مما يجعلها روحا من المتعة والدهشة أثناء رؤيتها، وهو ما يعمد منير على تقديمه داخل أعماله من خلال مزجه بين التجريد و الواقع و الرمزية، كأسلوب اختاره، أعمال وإن كانت في مجملها ترتكز على صورة المرأة، ليس كجسد و إنما كدلالة و قيمة إنسانية لاستنباط المعاني، باعتبار المرأة هي الأم و الأرض و الحبيبة و كل قضية تتثير الراي العام و الوطني، و بالتالي يقول منير لحلو أنه يستعمل المرأة في أعماله لتمويه ولفت الانتباه، فهو يستعملها كنافدة يطل عبرها على العالم ليحولها لرسائل و مواضيع آنية، و ما يحيط بمحيطه المعيشي. يقول عنه الفنان التشكيلي حسن انعينيعة ” الفنان التشكيلي منير لحلو فنان بدأ بدايته كبداية أي فنان موهوب، جرب الاشتغال على جميع المدارس الفنية إلى أن وجد ضالته في المدرسة الواقعية، وهي إحدى المدارس الفنية التي تركز في اهتمامها على كل ما هو واقعي وحقيقي، بحيث تسعى إلى تطبيق هذه الماديات على شكل أعمال فنية وتصويرها بصورة طبق الأصل، وذلك من خلال رصد كافة الظروف المهمة على أرض الواقع؛ وتظهر في هذا الفن مشاعر وانفعالات الفنان في كافة الأعمال التي ينتجها، مما أتاح المجال لوجود نوعين من المدارس وهما الواقعية والرمزية، منير الحلو ركز كافة اهتماماته وتصويره على معاصرة كل ما هو حقيقي ويحاكي المنطق والعقل”, ومن هنا يمكن القول أن  لوحاته تبقى عبارة عن نصوص فكرية قبل أن تكون بصرية، حيث يحتاج معها الرائي سواء كان ناقدا أو مبدعا أو حتى عاديا حمولة فكرية لفك شفراتها، والتي استطاع من خلالها الفنان منير أن يقربنا من انفعالاته بالوجود والإنسان من خلال الشكل واللون جاعلا منهما توليفة لمجموعة قيم رمزية وتعبيرية وواقعية تطفح بالمشاعر الإنسانية، فهي إذن واقعية متحرره من القوالب الجامدة والصارمة تعكس لنا مشاهدا من الواقع بأعتبار اللوحة او المنجز هو مخاض وولاده لصوره جديدة . و عن أعماله لم يتردد الفنان التشكيلي محمد العروصي بالإفصاح عن رأيه في لوحات وأسلوب الفنان منير لحلو وهذا ما جاء على لسانه: “هو فنان اللحظة نبع من روح وعبق مدينة لها تاريخها الحضاري و الفني، مدينة آزمور، أعتبره فنان واعد يرسم لوحاته من وحي الواقع مسخرا فيها ما راكمه من تجارب وروح الابتكار الإبداعي، اختار أن يسلك الطريق الأساسي في التشكيل عبر اشتغاله على التيمات الواقعية بأسلوب تشخيصي، والتي تجعله يخوض في مغامرات وتجارب تقنية تشكيلية مختلفة تجعل المتلقي لأعماله يقف أمام المجهود المعتبر من وحي أحداث الوطن والإنسان والمكان، و بذلك يمكن القول أنه استطاع بفنه تقليص المسافة بين المستحيل والممكن، و يملئ المساحات بملامح الجمال السهل الممتنع ”

 

 

 

.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: