أخر أخبار

اليوم العالمي للمرأة بقلم:عبد الرزاق بوكبة

5 مارس 2022
A+
A-

صوت الأمة:اعداد حبيبة زوغي.

اليوم العالمي للمرأة 8 مارس، عيد النساء يوم للاعتراف بمنجزات المرأة ; وبأحلامها وآمالها التي ترفرف في سماء الحياة بكل مشاربها واتجاهاتها. في بعض الدول يعتبر 8 مارس يوم عطلة للنساء .8 مارس هل هو فعلا يوم تعبر فيه المرأة عن مطاليها وأحلامها و عن الإكراهات التي تعثر خطوها؟ أم أنه يوم كباقي أيام السنة، يعبر نهر الحياة فلا يغير من رتابتها شيء. يوم جد عادي لا شيء فيه يستحق الذكر. أم أنه مجرد وردة تهدى للنساء؛ وردة سرعان ما تذبل وتنتهي مدة صلاحيتها.

حينما ننصت لنبض الشارع نسمع صراخ نساء واستنكار أخريات؛ وسط هذه العتمة وهذا الضباب الذي يحجب الشمس نصادف امرأة تسرق منها حياتها عنوة بسبب وبغيره؛ وفي ردهات المجتمع تقبع نساء يمسحن دموعا سببها نساء أخريات.

ماذا تنتظر النساء من 8 مارس؟ هل هذا اليوم محطة تقييمية للماضي و للآتي؟ . هل حققت النساء ذواتهن أم ما زالت مقاربة النوع وصمة عار على جبين بعض المؤسسات.

لم نتحرر بعد من كون المرأة مجرد جسد؛ جسد يجب طمره وإبعاده عن اﻷنظار. من خلال استطلاع راي باقة من النساء و ثلة من الرجال سنحيط بهذا الموضوع و نقترب أكثر من  تمثلات  هذا اليوم الذي ربما  لا  تعيره عدة نساء أية أهمية  أو اعتبار.

 

………….

ما أقدمت عليه تلك الزوجة التيارتية، قبل عام، باستعمال المقث في اجتثاث العضو التناسلي لزوجها كان يمكن أن يحدث في أي ولاية جزائرية؛ فهو ليس حكرا على منطقة دون أخرى، وكان يمكن أن تقوم به أي امرأة جزائرية؛ فهو ليس حكرا على تلك الفاعلة بالذات. وهو فعل يرقى إلى مصاف الجريمة، ويستحق منا الرفض والتنديد، لكن وقد حدث وهو مؤهل لأن يتكرر علينا النظر إليه من زاوية أنه يؤشر على شعور المرأة الجزائرية بالقهر على يد رجلها باسم كونه رجلا.

 

تتعب المرأة الجزائرية فلا يشفع لها تعبها. وتضحي فلا تشفع لها تضحيتها. وتتعلم فلا يشفع لها تعلمها. فقط لأنها أنثى. ولم تتمكن لا تعاليم الدين ولا نضالاتُ واجهاتٍ ووجوهٍ كثيرة ولا التحولات المختلفة من جعل المرأة في الجزائر تبدو بعيدة عن النظرة الذكورية التي تجعلها مخلوقة لخدمة الرجل والسهر على راحاته ورغباته. فقط لأنه رجل.

 

اقتحمت المرأة الجزائرية كل الحقول المدنية والعسكرية وحققت فيها نجاحاتٍ صارخة. وأثبتت الحقائقُ كونَها أقلَّ فسادا من الرجل في التعاملات المالية وأقل “تشناف” منه في التعاملات الإداية والخدماتية؛ مع ذلك ظلت ناقصة عقل ودين في نظر الرجل الجزائري. وظلت الوقائع تشير إلى جملة من التعسفات والانتهاكات في حقها، يصل بعضها إلى إهانة الإنسانية.

 

أمام هذا الواقع وهذه الوقائع جاءت حادثة المقص بصفتها مؤشرا على نفاد الصبر على القهر؛ فتم اللجوء إلى استهداف العضو الذي يمثل بؤرة التغوّل الذكوري في حركة احتجاجية لا ينبغي أن نقف عند كونها جريمةً فقط. بل يجب أن نتخذ منها منصة للانتباه إلى نزعة ذكورية متعسفة وزائدة عن الحد في حق الأنوثة لم تستطع لا التعاليم ولا القوانين أن تردعها.

 

في كثير من المجتمعات الشبيهة لنا أدى التدافع بين الرجل والمرأة إلى قيام العلاقة بينهما على التنافس في تحصيل المعارف والمناصب، فكان ذلك نافعا في تطوير الأداء العام داخل المجتمع، أما عندنا فأدى إلى إنكار عبقرية المرأة وتفوقها حتى وإن أكدته الأرقام والدراسات والبحوث والوقائع؛ فقط لأنها امرأة وأنه رجل يملك شيئا ناتئا.

 

وبغض النظر عن كون سبب الحادثة التيارتية رفضَ المرأة الفاعلة الزواجَ عليها أو رفضَ سلوك آخر، فإن تحولها إلى بؤرة اهتمام شعبي عام؛ حتى أنها تصدرت الأحداث والأحاديث في الواقع والمواقع، خلال ساعات قليلة، وترتبت عنها تعبيرات مختلفة وكثيرة جسدت ذلك التفاعل الشعبي، دليل على أن التعسف الذي يطبع العلاقة بين الرجل والمرة عندنا ظل معطى منتبَها إليه في الخفاء، وكان محتاجا فقط إلى شرارة تنقله إلى مقام العلن. لكننا لم نستغل الفرصة؛ فنباشر نقاشا عاما في هذا الباب، وتغلبت علينا روحُ تضييع الفرص؛ فبقي الموضوع معلقا من عرقوبه! بما يجعلنا أمام هذا السؤال: كم من رجل جزائري مهدد بالمقص؟

عبد الرزاق بوكبة

أديب /الجزائر

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: