أخر أخبار

اليوم العالمي للمرأة بقلم:يوسف الرصافي

5 مارس 2022
A+
A-

صوت الأمة:اعداد حبيبة زوغي

اليوم العالمي للمرأة 8 مارس، عيد النساء يوم للاعتراف بمنجزات المرأة ; وبأحلامها وآمالها التي ترفرف في سماء الحياة بكل مشاربها واتجاهاتها. في بعض الدول يعتبر 8 مارس يوم عطلة للنساء .8 مارس هل هو فعلا يوم تعبر فيه المرأة عن مطاليها وأحلامها و عن الإكراهات التي تعثر خطوها؟ أم أنه يوم كباقي أيام السنة، يعبر نهر الحياة فلا يغير من رتابتها شيء. يوم جد عادي لا شيء فيه يستحق الذكر. أم أنه مجرد وردة تهدى للنساء؛ وردة سرعان ما تذبل وتنتهي مدة صلاحيتها.

حينما ننصت لنبض الشارع نسمع صراخ نساء واستنكار أخريات؛ وسط هذه العتمة وهذا الضباب الذي يحجب الشمس نصادف امرأة تسرق منها حياتها عنوة بسبب وبغيره؛ وفي ردهات المجتمع تقبع نساء يمسحن دموعا سببها نساء أخريات.

ماذا تنتظر النساء من 8 مارس؟ هل هذا اليوم محطة تقييمية للماضي و للآتي؟ . هل حققت النساء ذواتهن أم ما زالت مقاربة النوع وصمة عار على جبين بعض المؤسسات.

لم نتحرر بعد من كون المرأة مجرد جسد؛ جسد يجب طمره وإبعاده عن اﻷنظار. من خلال استطلاع راي باقة من النساء و ثلة من الرجال سنحيط بهذا الموضوع و نقترب أكثر من  تمثلات  هذا اليوم الذي ربما  لا  تعيره عدة نساء أية أهمية  أو اعتبار.

………….

كانت المرأة هي  الشخص الوحيد الذي  يتعرض لشتى انواع المضايقات  سواء  مضايقات نفسية  او  جسدية  ..

بالخصوص  الاضطهاد المتواصل بالعمل زيادة على الاستغلال الجسدي من طرف ارباب العمل .  و مع توالي الايام  بدأت  المرأة تستحوذ  على  مكانة  مرموقة  منافسة  بذلك  مراتب  كانت فقط تتخص  الرجل و ادراك  الكفاءة  المهنية في  شتى  المجالات.. و من هنا  تم  خلق  يوم  عالمي  يحتفي  بالمجهودات  الجبارة  التي  تقوم بها المرأة و هو  اليوم الثامن من شهر مارس للدلالة على   الاحترام  الكبير  و الحب  للمرأة لإنجازاتها  الاقتصادية و السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية ..

ففي بعض  الدول يعتبر  الثامن من مارس  من كل سنة  هو  إجازة .. و هذا  الاحتفال  جاء  على اثر   عقد  اول مؤتمر  سنة 1945 مؤتمر الاتحاد  النسائي  الديموقراطي العالمي

ومن المعروف أن هذا الاتحاد  يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة. في بعض الأماكن يتم التغاضي عن السمة السياسية التي تصحب يوم المرأة فيكون الاحتفال أشبه بخليط بيوم الأم، ويوم الحب. ولكن في أماكن أخرى غالباً ما يصحب الاحتفال سمة سياسية قوية وشعارات إنسانية معينة من قبل الأمم المتحدة، للتوعية الاجتماعية بمناضلة المرأة عالمياً.

و من هنا  قد تمت  التبعية  بالاحتفال بهذا اليوم العالمي للمرأة في الوطن العربي  بالرغم  من أن هناك  انتهاكات لحقوق المراة  و عدم  احترام  بنود العقد المبرم ..

و هنا  تقوم الاشكالية التي  بالرغم  من وجود قوانين  تحول دون  الموافقة  على مبدأ المساواة بين الجنسين و خاصة في العمل  . فيكون الرئيس هو الآمر و الناهي و يكون المرؤوس كأداة تنحني أمام الاوامر و الطلبات..

فبالنسبة  للمرأة  فيعتبر  المبدأ  هو  الاساس الذي يعترض  على  تقدمها  وازدهارها .. كلما  كانت بدون  مبدأ كلما  حضيت  باهتمام كبير  من طرف بعض العقول التي  لا تفكر الا  في الاستغلال سواء كان نفسيا او جسديا..

اضافة  الى  رقي المرأة  و مكانتها  الاجتماعية والعملية هي  عوامل  أخرى تعطي لها  حقوقا  على  غيرها  من النساء ذوات الطبقة العاملة الفقيرة.. و من هنا نستنتج  ان الطبقية  هي  اساس الرقي والتقدم ..

و احتراما لم جاء  به الدين الاسلامي و الديانات السماوية والتي تعطي  حقا للمرأة سواء  كانت لها  مكانة  مرموقة او  لا  فهي  بالطبع تستحق التقدير والاحترام لكل  المجهودات المبذولة التي قامت بها..

لكن  لسوء الحظ لازلنا  نقرأ  و نسمع  بشكل كبير جدا على  استغلالها  بطرق غير شرعية في شتى المجالات. ففي الغرب مثلاً يستعمل جسد المرأة – في بعض الأحيان – كأداة لجلب الأموال بشتّى الطرق القانونية أو غير القانونية؛

و قليل  هو الكلام  هدفي هذا الموضوع بالمقارنة بين ما هو مكتوب  و بين  ماهو  واقعي.. إذ ان مبدأ الجسد  له حصة الاسد   في اقرار  الواقع  الذي  يتعلق  بمفهوم  اليوم العالمي للمرأة..

و برأيي المرأة هي صانعة العالم، فهي التي تستطيع أن تغيّر جيلاً بأكمله إن هي أرادت ذلك، إلّا أنّ البعض من الناس يمنعوا عنها حقوقها وبشكل يحيلها إلى كائنٍ عاديّ شأنه كشأن أيّ مخلوق آخر لم يكرمه الله تعالى، وهذا الأمر موجود في كافّة الثقافات اليوم، وليس مقتصراً على فئة معيّنة وكل شخص يتعامل مع المرأة بالطريقة التي تعجبه و بالمفهوم  الذي  هو  متخزن  في ذاكرته  او  موروث قد  تغلغل  في  دمه  فأصبح  عادات  وتقاليد توارثتها قبله اجيال  وأجيال..

 

بقلم يوسف الرصافي

أديب /مدينة تاوريرت /المغرب  الشرقي

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: