صوت الأمة
في لحظة من لحظات التآزر العربي والتكامل الإنساني، حلّ وفد من مملكة البحرين وسلطنة عمان ضيفًا كريمًا على جهة كلميم واد نون، في زيارة جسدت أسمى معاني الأخوة والصداقة. وقد شملت هذه الزيارة المباركة مركز العصبة المغربية لحماية الطفولة بكلميم، حيث كان في استقبال الوفد رئيس جمعية وادنون للتطوع، ووكيل الملك، إلى جانب ثلة من المسؤولين والفاعلين في الحقل الاجتماعي.
وقد استهلت الزيارة بجولة تعريفية داخل أروقة المركز، حيث وقف الوفد على نبض المكان، ولامس بأم عينيه جهد الإنسان لأجل الإنسان. فالمركز، الذي يشكل واحة أمل في صحراء التحديات، يعكف على رعاية الطفولة وحمايتها، وفق رؤية تربوية وإنسانية متكاملة، تنبع من روح المواطنة ومن صميم الضمير الوطني.
الوفد الزائر تلقى شروحات مستفيضة ومفصلة حول كيفية اشتغال المركز، وعدد المستفيدين والمستفيدات من خدماته المتنوعة، من تغذية وتطبيب، وتربية وتعليم، في بيئة تحفها العناية وتظللها الرحمة. كما تم التطرق خلال هذه المناسبة إلى الترسانة القانونية التي تحمي حقوق الطفل، بما في ذلك المقتضيات الدستورية والتشريعية الوطنية، التي تجعل من مصلحة الطفل الفضلى نجمًا هاديًا في سماء السياسات العمومية.
لم تكن الزيارة مجرد مرور عابر، بل كانت لقاءً إنسانيًا بامتياز، زاده جمالًا ذلك التفاعل الأخوي، وتلك الروح العالية من المسؤولية والاحترام المتبادل. إذ شكلت المناسبة فرصة لتقاسم التجارب وتبادل الرؤى، في سبيل تحقيق تنمية بشرية مستدامة، تجعل من الطفولة رافعة لبناء المستقبل، لا عبئًا يثقل كاهل الحاضر.