أخر أخبار

ico وجدة : القافلة الجهوية للتعريف بنظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة . ico تطوان: توقيف أحد الموالين لتنظيم داعش كان في طور تنفيذ مخطط إرهابي وشيك وبالغ الخطورة (المكتب المركزي للأبحاث القضائية) ico تعبئة أمنية مسبقة لتأمين المعرض الوطني للحوامض من 26 إلى 29 نوفمبر بإشراف المنطقة الأمنية لمدينة سيدي قاسم ico الهيئة الجهوية لجمعيات المجتمع المدني بجهة الدار البيضاء – سطات تحيي الذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد ico السيد بنسعيد: مشروع القانون المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة يروم تعزيز الصلاحيات والإمكانيات القانونية للمؤسسة ico المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم داخل القاعة يقلب الطاولة على الفلبين ويحقق أول انتصار له في كأس العالم ico رئيس مجلس النواب يتباحث بالرباط مع رئيس مجلس النواب بجمهورية كازاخستان -ثمين الموقف الإيجابي لجمهورية كازاخستان بشأن الوحدة الترابية للمملكة المغربية؛ -التأكيد على الدعم الدولي المتبادل خاصة في أروقة الأمم المتحدة… ico المديرية العامة للأمن الوطني تطلق أشغال مؤتمر الإنتربول في دورته 39 من مراكش ico المؤتمر العام الـ21 لل(يونيدو).. المغرب شهد تحولا صناعيا عميقا على مدى العقدين الماضيين ico وزارة الثقافة والتواصل… صمتٌ يثير العاصفة داخل الجسم الصحفي

ترامب… حين قرر شميت وفوكو وأرندت أن ينتخبوا واحدا منهم رئيسا

11 مايو 2025
A+
A-

صوت الأمة: أبو ميسم
منذ هيغل ونحن ننتظر أن يخرج “روح العالم على حصان أبيض”.
لكن يبدو أن هيغل لم يكن يتابع برامج تلفزيون الواقع، لأن روح العالم في عصرنا نزل من مصعد “برج ترامب”، يرتدي بذلة زرقاء وربطة عنق حمراء، ويلوح باتفاقيات التجارة كما لو كانت أوراق تواليت فاخرة.

ترامب، هذا الرجل الذي يبيع البرغر كما يوقع صفقات الأسلحة، لم يكن مجرد رئيس… بل كان تجسيدا عمليا لثلاثة فلاسفة لم يلتقوا يوما في حياتهم إلا على مكتبه البيضاوي.

أولهم، كارل شميت، صاحب المقولة الشهيرة: السيد هو من يقرر الاستثناء.
ترامب أخرج دفتر الجمارك، بصق على منظمة التجارة العالمية، وقال للصين: “الزين ديالي”، عندي حالة استثنائية، اسمها الأمن القومي… دبّر رسك”.
عطل القوانين كما يعطل أطفال الحي إشارات المرور عند لعب الكرة. السيادة الأمريكية؟ بسيطة: من حقي أن أوقف اللعبة فالكرة كرتي إذا لم تعجبني قوانينها.

ثم جاء ميشيل فوكو، وإن كان ترامب لم يقرأه قط (على الأرجح ظن أن اسمه اسم لمنطقة بالمغرب و ربط الاسم بجمعة فوكو ).
ومع ذلك، طبق فوكو بحذافيره: أعاد برمجة الحياة اليومية للأمريكيين.
قال للشركات: “ارجعوا للوطن، كفاكم عشقا للصين!”
وقال للمستهلكين: “اشتر منتجا أمريكيا، حتى لو كان أغلى وأسوأ”.
وباستخدام الجمارك والتهديدات، صنع ترامب نسخة من “الحكم البيوبوليتيكي”، دون أن يدرك أنه ينطق الكلمة خطأ في كل مرة فجمعة فوكو فرنسية و ليست أمريكية.

أما حنة أرندت، فهي كانت ستبتسم برضا من قبرها.
ترامب أخذ الظلم، غلفه في أوراق قانونية، ختمه بختم وزارة التجارة، وقال: “هكذا هي الإجراءات يا سادة”.
عشرات الآلاف من المنتجات ضربت بالرسوم الجمركية، لكن لا تقلقوا، كلها عبر إجراءات قانونية باردة. لا عواطف، لا دموع، فقط ملفات Excel وجداول مملة.
“أنا لا أظلم أحدا، أنا فقط أعدل الميزان التجاري و أحل الله الربح في التجارة و حرم الربى”، هكذا قال وهو يثبت تسريحة شعره بإحكام.

في النهاية، ترامب كان شميت حين أغلق الباب في وجه الصين،
وفوكو حين وجّه يد الأمريكي لما يشتري،
وأرندت حين غلف الفوضى بأختام القانون.

أما نحن، سكان بقية الكوكب، فجلسنا نشاهد هذا العرض ونصفق، مثل جمهور المصارعة الحرة، ونحن لا ندري إن كانت هذه المصارعة ستكسر أعناقنا غدا على كل حال الجميع يقولون ما قاله الجمل: ” ما نايض ما نايض غير زيدوني “

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: