أخر أخبار

العاصمة الليبية طرابلس تحت صفيح ساخن،والمنفي يجمد قرارات الدبيبة

15 مايو 2025
A+
A-

صوت الأمة
في خطوة تهدف إلى احتواء التصعيد الأمني الخطير الذي شهدته العاصمة الليبية طرابلس، أصدر رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، مساء الثلاثاء، قرارًا يقضي بتجميد كافة القرارات التي أصدرها رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، ذات الطابع العسكري أو الأمني، خاصة تلك المتعلقة بإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية أو تكليف أشخاص بمهام عسكرية.

وجاء هذا القرار عقب مواجهات مسلّحة عنيفة اندلعت في العاصمة بين مجموعات مسلحة، على خلفية تغييرات أجرتها الحكومة في البنية الأمنية، وأبرزها حل جهاز دعم الاستقرار، وما تبع ذلك من قرارات وصفت بـ”الحاسمة”، شملت إقالة قيادات أمنية وتفكيك أجهزة مرتبطة به، مثل جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتغيير تبعية عدد من الأجهزة الأمنية.
وتضمن قرار المجلس الرئاسي دعوة شاملة لوقف إطلاق النار في جميع مناطق البلاد، مع إلزام كافة الوحدات العسكرية بالعودة الفورية إلى مقارها دون قيد أو شرط، وتكليف رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي بمراقبة الأوضاع وتحديد الجهات المسؤولة عن أي خروقات قد تقع، وتقديم تقارير دورية بهذا الشأن.

كما أعلن المنفي عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق برئاسة رئيس الأركان العامة، وعضوية عدد من كبار القادة العسكريين، مهمتها حصر الأضرار التي طالت الممتلكات العامة والخاصة، ومساعدة المتضررين، وجبر الأضرار، وإزالة آثار الاشتباكات.
وفي تطور خطير، تسربت أنباء عن صدور قرار حكومي بحل جهاز الردع التابع للشرطة القضائية، ما فجّر موجة عنف جديدة بدأت باقتحام عناصر من الجهاز لمقار اللواء 444 قتال، الذي رد بهجوم مضاد امتد ليشمل عدة أحياء في العاصمة، أبرزها أبو سليم، جنزور، باب بن غشير، والفرناج.

وسرعان ما تحوّلت المواجهات إلى حرب شوارع، وسط تنديد شعبي واسع ومطالبات بخروج التشكيلات المسلحة من المدينة. وخرج المئات من سكان طرابلس في مظاهرات حاشدة نددت بعودة القتال، وألقت اللوم على حكومة الوحدة الوطنية في تأجيج الأوضاع. ورفع المحتجون شعارات تطالب برحيل عبد الحميد الدبيبة واتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الفوضى الأمنية.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر محلية مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بـ”غنيوة”، قائد جهاز دعم الاستقرار، خلال اجتماع لقيادات المجموعات المسلحة كان يهدف إلى التهدئة. واندلعت اشتباكات عنيفة بين حراسات القادة المجتمعين، ما أسفر عن مقتل الككلي، وأعقبت ذلك عملية عسكرية قادتها قوات وزارتي الدفاع والداخلية، انتهت بالسيطرة على مقرات جهاز دعم الاستقرار بالكامل في منطقة أبو سليم.
وشهدت طرابلس خلال اليومين الماضيين موجة احتجاجات غير مسبوقة، امتدت إلى ميدان الشهداء وحي طريق السور، وعين زارة، وأبو سليم. وعبّر المحتجون عن غضبهم من استمرار الاشتباكات، ورفضهم التام لبقاء التشكيلات المسلحة. وشهدت بعض التظاهرات أعمال عنف، منها إحراق مركبات تابعة للواء 444 قتال، في حين تحدثت تقارير عن محاولة اغتيال اللواء علي الجابري، آمر جهاز دعم المديريات المكلّف بفض الاشتباكات، أثناء مروره في منطقة أبو سليم

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: