أخر أخبار

“عبد الله بوانو… ربع قرن من التمثيل بمكناس: معارض شرس وطنياً وصامت محلياً؟

16 نوفمبر 2025
A+
A-

صوت الأمة:وضاح عبد العزيز . مكناس

لا يختلف اثنان حول كون عبد الله بوانو، القيادي بحزب العدالة والتنمية، واحداً من أبرز الوجوه البرلمانية في ممارسة المعارضة، سواء من حيث الجرأة أو حدّة الخطاب، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالصفقات العمومية المشبوهة أو السياسات الحكومية المثيرة للجدل. فقد رسّخ الرجل حضوره بقبة البرلمان عبر فصاحة خطاب قلّ نظيرها داخل فريقه، بل وحتى داخل المعارضة ككل.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هو: هل يعرف الجميع أن عبد الله بوانو هو نفسه ممثل دائرة مكناس منذ خمسة ولايات كاملة، أي ما يقارب ربع قرن (منذ 2002 إلى اليوم)؟

ربع قرن من التمثيل النيابي لمدينة ظلت تنتظر منه الكثير… ولم تتلقَّ سوى القليل.

مكناس: المدينة المنسية في حسابات ممثلها؟

عشنا طيلة سنوات على أمل أن يكون بوانو، بخبرته الطويلة في دواليب التسيير المحلي داخل المجلس البلدي، وكذا خبرته التشريعية الطويلة، قادراً على حمل هموم الساكنة والدفاع عن الملفات الكبرى التي تخنق المدينة. فالرجل مطّلع على تفاصيل القطاع الصحي بحكم مجال اشتغاله، ويعرف تمام المعرفة من يعرقل تنميتها، ومن يساهم في تهميشها وإقصائها من خارطة أولويات الحكومات المتعاقبة.

ومع ذلك، لم نسمع من بوانو صرخة واحدة داخل البرلمان دفاعاً عن مكناس. لم نرَ “معارضته الشرسة” تُوجَّه لمن تسببوا في شلّ تنمية المدينة، كما وجّهها مراراً لقضايا وطنية أخرى.

لذلك، يبقى السؤال المشروع:

ماذا قدم بوانو لمكناس خلال 25 سنة؟

هل أنجز مشاريع لم ننتبه لها؟

أم أن الزمن أنسانا ما تحقق؟

أم أن الحصيلة ببساطة… شبه منعدمة؟

وهذا السؤال ذاته يُطرح أيضاً على باقي ممثلي المدينة في البرلمان، وسنعود لذكر كل واحد منهم، لأن مكناس لم تعد تتحمل أن يكون تمثيلها في الرباط مجرد “عنوان بلا مضمون”.

هل بدأت الحملة الانتخابية مبكراً؟

الغريب في الأسابيع الأخيرة هو “صحوة” جميع البرلمانيين، بمن فيهم المنتمون للأغلبية الحكومية. فجأة، الكل يرفع صوته داخل القبة، الكل ينتقد، الكل يحتج. حتى من كان “يدافع” بالأمس صار اليوم “يعارض”.

هل بدأ موسم الوعود الانتخابية قبل أوانه؟

أم هي محاولة لتلميع الصورة قبل طرق أبواب المواطنين مرة أخرى؟

والسؤال الأكثر إحراجاً:

بأي وجه ستعودون تطلبون أصوات من خذلتموهم؟

لقد سئم المواطنون من السياسيين الذين لا يتذكرونهم إلا عند اقتراب صناديق الاقتراع. وما يحدث اليوم داخل البرلمان ليس سوى “عرض انتخابي مبكر” يحاول فيه الجميع ارتداء جلباب المعارضة، ولو مؤقتاً.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: