صوت الأمة:المتابعة .
أكدت السيدة لطيفة أخرباش، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، أنه “لتأمين إسهام فعال للإعلام في ترسيخ الممارسات الانتخابية الديموقراطية، نحتاج في جميع المجتمعات إلى ثلاثة شروط: أولا، منظومة قانونية ونصوص تنظيمية ذات طبيعة ديموقراطية فيما يخص حرية التعبير، حرية المشاركة… ثانيا، ممارسة إعلامية مهنية وملتزمة بالأخلاقيات الصحفية. ثالثا، تقنين مستقل يضمن ولوجا منصفا للأحزاب السياسية إلى الإعلام ومعالجة محايدة ونزيهة للعملية الانتخابية برمتها”، وذلك خلال ندوة نظمها المنتدى المغربي للصحافيين الشباب بشراكة مع مجلس أوروبا يوم 29 أكتوبر 2021 بالرباط حول موضوع “دور وسائل الإعلام في الممارسة الديمقراطية الانتخابية”.
في كلمتها الافتتاحية لأشغال هذه الندوة، ذكرت رئيسة الهيأة العليا بالإطار المعياري الذي تضمنه قرار المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري المتعلق بضمان تعددية التعبير السياسي في الإذاعات والقنوات التلفزية خلال الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية العامة 2021 والذي يحيل على الركائز الثلاث للديمقراطية كما حددها الدستور وهي: التمثيلية، المناصفة والمشاركة، علاوة على القواعد التي تضمنها القرار والمتعلقة بواجب الالتزام بأخلاقيات الممارسة المهنية ضمانا لنزاهة وحياد البرامج ذات الصلة بالانتخابات.
وأوضحت رئيسة الهيأة العليا أن المواكبة الإعلامية للإذاعات والقنوات التلفزية لاستحقاقات ثامن شتنبر 2021 تحيل على مجموعة من التساؤلات يتعين الاشتغال عليها جماعيا: “ما هي سبل الرفع من قدرات المؤسسات الإعلامية في تغطية الانتخابات بطريقة مبتكَرة؟ ما مدى تملك الفاعل السياسي لثقافة إعلامية ومهارات تواصلية؟ كيف يمكن تقوية موقع الكفاءات النسائية وتيسير ترقيهن داخل المنظمات السياسية والجمعوية والمهنية… وتوليهن مهام التحدث باسم هذه المنظمات؟ أي تصور للرفع من تنافسية العرض المضاميني ذي الصلة بالانتخابات في الإعلام الكلاسيكي، عبر المراهنة على عناصر قوة الفعل الإعلامي المهني المتمثلة في الوثوقية، الصدقية، التحليل والتحقق، وضع الأخبار في سياقها الصحيح، محاربة التضليل والأخبار الزائفة، الالتزام بصون الحقوق الإنسانية الأساسية…”.
في ختام مداخاتها، أكدت رئيسة الهيأة العليا أن “التحول الرقمي للمنظومة الإعلامية والتواصلية فرصة لتكريس وتقوية النفع الاجتماعي الهام للصحافة المهنية.فإرساء الثقافة الديموقراطية وإشاعة الوعي السياسي والمشاركة المواطنة، أوراش ستظل دائما محتاجة لصحافة الجودة، لصحافة التحليل، لصحافة النقاش الرصين، أكثر من حاجتها إلى مقارعات الهاشتاغ، وتطاحنات البوز وسطوة الخوارزميات”.
حضر أشغال هذه الندوة التي قام بتسيير أشغالها الإعلامي عبد الله الترابي، صحافيون، أكاديميون وممثلو جمعيات تنشط في المجالين الإعلامي والحقوقي.