صوت الأمة:بلاغ .
يحتفي المجتمع الدولي في 24 يناير 2022 باليوم العالمي للتعليم تحت شعار “تغيير المسار، إحداث تحوُّل في التعليم“. يشكل هذا الحدث، الذي أطلقته اليونسكو، دعوة لبلورة رؤية موحدة للتعليم، والذي تنخرط فيه المملكة المغربية، تجسيدًا لإرادة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، الذي ما فتئ يدعو إلى التعبئة حول التعليم لجعله رافعة أساسية لتنمية المجتمع. فالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تتماشى مع هذه الدينامية، فمنذ بداية مرحلتها الثالثة التي أطلقت من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده في شتنبر 2018، عملت على مكافحة معيقات تنمية بشرية مستدامة وشاملة. وهذه الفلسفة تتماشى مع التوجيهات والتوصيات الرئيسية للنموذج التنموي الجديد، الذي يدعو إلى بناء وتعزيز الرأسمال البشري في بلادنا.
في إطار مرحلتها الثالثة، ودعما لمجهودات قطاع التربية الوطنية، ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في ورش تعميم التعليم الأولي في المناطق القروية، حيث تم برمجة حوالي 8 000 وحدة للتعليم الأولي، منها حوالي 3 790 وحدة مشغلة، يستفيد منها 71 000 طفل من المناطق القروية، بالإضافة إلى أكثر من 36 000 طفل التحقوا فعليا بالتعليم الابتدائي.
وقد أتاح إنشاء هذه الوحدات تشجيع تمدرس الفتيات القرويات – وهن يمثلن نصف عدد الملتحقين – كما تم إنعاش التوظيف في هذه المناطق، عبر إحداث ما يقارب 4 520 وظيفة، 68٪ منها كمربيات منحدرات من المناطق القروية.
كما تشارك المبادرة في الجهود المبذولة للحد من ضعف التعليم في المرحلة الابتدائية، من خلال دروس الدعم المجانية والتي يستفيد منها أزيد من 160 000 تلميذ(ة) في جميع أنحاء التراب الوطني.
كما ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بقوة، منذ إطلاقها سنة 2005، في المجهود الوطني لتحسين ظروف تعليم التلاميذ ومكافحة الهدر المدرسي، لا سيما من خلال إنجاز ما يقارب 1 090 دار طالب(ة) والتي مكنت من التكفل بأزيد من 100 000 مستفيد(ة).
وفيما يخص الفترة 2019-2021، تم دعم ما يقارب 500 دار طالب(ة)، مما مكن40 600 تلميذ(ة) من مواصلة دراستهم في ظروف جيدة وحل مشاكل بعد المدرسة عن السكن، لا سيما في المناطق القروية.
وفي نفس الإطار، عززت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أسطول النقل المدرسي من خلال اقتناء 2 400 حافلة استفاد منها ما يقارب 96 000 تلميذ(ة) منذ سنة 2005. وللإشارة منذ انطلاق المرحلة الثالثة تم اقتناء 600 حافلة لفائدة 17500 تلميذ(ة).
وبهدف تعزيز تكافؤ فرص الولوج إلى التعليم والحد من الهدر المدرسي، تم تعبئة غلاف مالي تجاوز 480 مليون درهم لتنفيذ المبادرة الملكية “ مليون محفظة” والتي استفاد منها 4.7 مليون تلميذ(ة) في الموسم الدراسي 2021/2022.
وتعزيزا للجهود المبذولة، أنتجت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سلسلة ويب تعليمية بعنوان “نادي الحروف“، والتي سيتم بثها بمناسبة اليوم العالمي للتعليم. هذه السلسلة تهدف إلى تسهيل إتقان القراءة والكتابة باللغة العربية واكتساب وتعزيز المهارات اللغوية، ويأتي هذا المشروع كمرحلة موالية لإطلاق البرنامج التعليمي “أطفالنا” سنة 2020، والذي تم بثه تلفزيا وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، ضمانا لاستمرارية خدمة التعليم الاولي اثناء الحجر الصحي الذي فرضته جائحة كوفيد-19. فجل هذه الانتاجات توضح رغبة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في استغلال التقنيات الرقمية والابتكار في تدخلاتها لتعزيز الرأسمال البشري، لا سيما في مجال التعليم.
وإجمالا، سواء تعلق الأمر بتحسين ظروف التعليم أو المساهمة في الرفع من جودته، فالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تنخرط في الرؤية الملكية الطموحة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده : جعل التعليم قاطرة في التنمية العادلة والمستدامة للمملكة.