صوت الأمة:بقلم المصطفى دراݣي
في مشهدٍ يُدمي القلب ويُحزن العين، تعرّض المركب الرياضي محمد الخامس، الذي أعيد افتتاحه مؤخرًا بعد أشغال ترميم وتجديد كلفت خزينة الدولة الملايين، لأعمال تخريب طالت مرافقه وكراسيه وتجهيزاته، في سلوك لا يمت للرياضة بصلة، ولا يشرف صورة الجماهير المغربية التي لطالما أبْهرت العالم بحبها وشغفها المستنير.
فما إن همّت المدينة بالاحتفال بحُلّة المركب الجديدة، حتى باغتها بعض “العابثين” بسلوكٍ همجي لا يُعبر سوى عن استهتار بجهود الوطن، وتعدٍّ صارخ على المال العام. كأننا نكتب بأيدينا نهاية حلم جميل، ونرسم بفرشاة الإهمال لوحةً من الدمار على جدران الأمل.
إن ما وقع ليس مجرد تخريب مادي، بل صفعة موجعة في وجه كل من يؤمن أن الرياضة تربية قبل أن تكون تنافسًا، وأن الملاعب فضاءات حضارية، لا حلبات فوضى.
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى موقف حازم، وردع حاسم. إلى قانون لا يرحم العابثين، وإلى وعي جماعي لا يغفر لمن أساء للوطن تحت غطاء الانفعال.
الرياضة حضارة. والمرافق العمومية مرآة لثقافتنا. فلنصنها كما نصون شرفنا.
ومن حافظ على الملعب، فقد سجل هدفًا في مرمى الفوضى، ومن خربه، فقد خسر المباراة قبل أن تبدأ.
فلنكن جمهورًا يعانق المجد، لا جمهورًا يعانق الدمار.