صوت الأمة: متابعة رشيد نشاد
في زمن تتزايد فيه رهانات التنمية المحلية وتُرفع فيه شعارات الحكامة الجيدة، برزت أسماء نسائية استطاعت أن تشق طريقها بثبات داخل دواليب الإدارة الترابية. من بين هذه النماذج المشرفة، تبرز السيدة سكينة أبودي قائدة المقاطعة الثانية بسيدي قاسم، التي تحمل على عاتقها مسؤولية جسيمة، وتؤدي مهامها بكفاءة عالية ونزاهة ملحوظة.
القائدة، خريجة المعهد الملكي للإدارة، تُعد من بين الكفاءات النسائية التي فرضت وجودها في عالم ظلّ لفترة طويلة حكرًا على الرجال. حضورها الميداني الدائم، تواصلها الفعّال مع المواطنين، وانضباطها في أداء واجبها، جعل منها شخصية محورية في تدبير شؤون المقاطعة.
منذ تعيينها، بادرت إلى اعتماد مقاربة القرب، من خلال النزول إلى الميدان، والإنصات إلى انشغالات الساكنة، والعمل على إيجاد حلول عملية لمشاكلهم. كما عملت على تنشيط دور المجتمع المدني بالمقاطعة، عبر تشجيع الجمعيات الجادة وإشراكها في دينامية التنمية المحلية.
وتصفها ساكنة المنطقة بـ”المرأة الصارمة والعادلة”، التي لا تتردد في اتخاذ القرارات الصائبة، دون مجاملة أو تهاون، وفي الوقت ذاته، لا تفوت فرصة لتقديم الدعم الإنساني متى اقتضت الظروف.
إنّ تجربة قائدة المقاطعة الثانية تُعدّ نموذجًا للمرأة المغربية القادرة على القيادة والابتكار في مجال طالما ارتبط بالصورة الذكورية. نجاحها المهني واحترافيتها، بالإضافة إلى خلفيتها الأكاديمية المتميزة، يضعانها ضمن الجيل الجديد من المسؤولات اللواتي يرسمْن ملامح إدارة عمومية حديثة، قريبة من المواطن، ومرتكزة على الشفافية والكفاءة.
ويبقى الأمل أن تحظى هذه الكفاءات النسائية بمزيد من الدعم والاعتراف، حتى تواصل العطاء وتساهم في بناء مغرب المساواة والتقدم.