أخر أخبار

دهس فتاة على رمال شاطئ سيدي رحال

15 يونيو 2025
A+
A-

صوت الأمة

في مشهد صادم يعتصرُ القلب ويدمي الضمير، تحوّل شاطئ سيدي رحال، الذي اعتاد العائلات والأطفال أن يلوذوا إليه هربًا من قيظ الصيف ولهيب الإسفلت، إلى مسرح لحادثة أليمة أدمت القلوب ودوّت كالصاعقة في سماء البراءة.

ففي مساء الأحد 15 يونيو، وعلى رمال “بلانكا بيتش” الناعمة التي طالما احتضنت خطوات الصغار وضحكاتهم، دهست سيارة رباعية الدفع من نوع “فولكسفاكن توارݣ”، كانت تجر خلفها دراجة مائية (جيت سكي)، طفلةً كانت تلهو بطمأنينة إلى جانب والدها. لم تكن تدري أن عجلات التهور لا تفرّق بين الطريق والرمال، ولا تحسب حسابا لضحكات الطفولة التي تليق بها الحياة لا الألم.

الطفلة، وقد كانت زهرةً تتفتح على شاطئ الطمأنينة، باغتتها آلة الحديد، فأصابها الضرر وتوزعت على جسدها الإصابات، بين جرحٍ ظاهر وألم باطن، وبين صدمة في الجسد ورجفة في الروح.

وفي مشهد يحمل ملامح التدارك، لم يتنصّل سائق المركبة من تبعات ما اقترفته العجلات، فسارع بنقل الطفلة ووالدها إلى المستشفى، حيث تولت الأطر الطبية تقديم الإسعافات الضرورية، في انتظار أن يشفي الجسد ما أوجعته اللحظة، وتضمد الرعاية ما نزف من حنان مكسور.

من جهتها، فتحت عناصر الدرك الملكي بسيدي رحال الشاطئ، وتحت إشراف النيابة العامة المختصة، تحقيقا دقيقا لفهم حيثيات الواقعة، وكشف الملابسات التي أحالت الشاطئ من سكينة إلى صرخة، ومن فسحة إلى فاجعة.

إن الحادثة، وإن كانت فردية في ظاهرها، فإنها تفتح أبواب الأسئلة على مصراعيها: من يرسم حدود السلامة فوق رمال الشواطئ؟ ومن يقي الأطفال من عرباتٍ طائشةٍ تفقد شواطئنا معناها؟ وكيف تظل الشواطئ فضاء آمنا، لا تتحول فيه النزهة إلى مأساة، ولا تخرج فيه البراءة جريحةً من معركة لم تخضها؟

حادثة سيدي رحال ليست مجرد رقمٍ يُضاف إلى سجلّ الحوادث، بل هي ناقوسُ خطرٍ يدقّ على باب الضمائر، لعلّ في التوعية الصارمة، والمراقبة اليقظة، والتطبيق الصارم للقوانين، ما يردع التهور ويصون الأرواح.

في انتظار نتائج التحقيق، تظل الدعوات مشدودةً إلى السماء، بأن يُكتب للطفلة الشفاء، ولعائلتها السكينة، وأن لا يُصبح اللعب على الشاطئ مرادفا للخطر

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: