صوت الأمة: المصطفى دراݣي
دبّت صباح اليوم الفوضى في قلب برشيد، حين تجرأ شخص ملثم على اقتحام حرمة وكالة لتحويل الأموال، محولا لحظة الأمان إلى كابوس دخيل على وجدان المواطنين.
ففي الساعة الأولى من صباح السبت 19 يوليوز، داهم مجهول يخفي ملامحه خلف قناع أسود إحدى الوكالات الخاصة بتحويل الأموال، متسلحًا بسلاح أبيض، لا يعرف الرحمة ولا يأبه بالعواقب. أشهر سلاحه في وجه المستخدمة المسكينة، فارتعدت أوصالها، وتلعثمت الكلمات في فمها، قبل أن يستولي على مبلغ مالي ويلوذ بالفرار نحو وجهة مجهولة، كما يفرّ الليل من ضوء النهار.
وعلى إثر هذا الفعل الإجرامي الذي زرع الرعب في القلوب، حلت عناصر الشرطة القضائية بعين المكان في سرعة تليق بخطورة المقام، فطوقت الموقع، وشرعت في جمع المعطيات وسبر أغوار التفاصيل، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في محاولة لفك طلاسم هذه الجريمة، وتحديد هوية الجاني، واسترجاع ما سُلب من مال وطمأنينة.
الواقعة أعادت إلى الأذهان سؤالا مؤرقًا: كيف تسلل هذا المجرم إلى قلب المدينة، دون أن تلتقطه عدسات الكاميرات، أو تتنبه له عيون الحراس؟ وهل باتت مؤسسات تحويل الأموال هدفًا سهلًا لعصابات تتربص بها في الخفاء؟
في انتظار كشف خيوط هذه الجريمة، يبقى الأمل معقودًا على يقظة الأجهزة الأمنية، التي لا تنام أعينها في حماية الوطن والمواطن. ويبقى صوت الحق أقوى من أن يُخرسه سلاح، وعدالة السماء لا تخطئ موعدها، ولو بعد حين.