أخر أخبار

معبر السمارة – بئر أم غرين: بوابة جديدة نحو العمق الإفريقي

7 أغسطس 2025
A+
A-

صوت الأمة: هيئة التحرير

أكدت الجمهورية الإسلامية الموريتانية رسميا افتتاح معبر حدودي جديد، سيربط المملكة المغربية بدول الساحل، انطلاقا من مدينة السمارة ومرورا بمنطقة بئر أم غرين، على مشارف الحدود الشمالية لموريتانيا.

هذا القرار الذي استُقبل بترحيب واسع من الفاعلين الاقتصاديين ومحللي الشأن الإقليمي، لا يُعد مجرد حدث عابر في جغرافيا العلاقات الثنائية، بل هو جسر جديد للتكامل، وممر واعد للتنمية، ومعبر مفتوح على آفاق الوحدة الإفريقية.

مدينة السمارة، التي كانت إلى عهد قريب توصف بـ”المدينة المنسية”، ها هي اليوم تنهض من بين رمالها، وتلبس رداء الريادة، لتُشكّل نقطة انطلاق نحو أعماق القارة، وتتحول من هامش إلى مركز، ومن محطة انتظار إلى بوابة عبور.

إنّ الربط الحدودي بين السمارة وبئر أم غرين، هو خطوة سيادية، ورسالة جغرافية وسياسية، مفادها أن المغرب لا يكتفي بحماية حدوده، بل يسعى إلى بناء جسور التواصل والانفتاح، في إطار شراكات جنوب ـ جنوب قائمة على الاحترام المتبادل والتكامل الاقتصادي.

من خلال هذا المعبر، تتنفس المبادلات التجارية نسيم الانسياب، وتتحرر القوافل الاقتصادية من قيود الانغلاق، حيث سيُسهم بشكل مباشر في:

*تنشيط حركة التجارة بين المغرب ودول الساحل الإفريقي (مالي، النيجر، بوركينا فاسو…).

*تعزيز الأمن الحدودي المشترك ومراقبة الحركات غير النظامية.

فالمعبرامتداد طبيعي للسياسة الإفريقية للمملكة، التي وضع لبناتها جلالة الملك محمد السادس، انطلاقا من رؤية تستشرف المستقبل بعين الواقعية، وذراع المبادرة.

الخطوة الموريتانية تأتي في سياق تنامي الثقة والتقارب السياسي والاقتصادي بين الرباط ونواكشوط، وتؤكد أن الرهان على الجوار الرشيد هو السبيل الأنجع لبناء مغرب عربي وإفريقيا موحدة.

فموريتانيا، بحكم موقعها الجغرافي ورصيدها التاريخي، كانت وستظل حلقة وصل حضارية بين المغرب والساحل، وجسرا ثقافيا بين الشمال والجنوب.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: