
صوت الامة : وضاح عبد العزيز : مكناس
في مشهد لا يصدق، ومعاناة يومية متكررة، يعيش المواطن المكناسي وضعًا صحيًا مأساويًا بمستشفى محمد الخامس، الذي تحول إلى رمز للأزمة الصحية التي تخنق المدينة. فكيف يُعقل أن مدينة بحجم وتاريخ مكناس، ذات الامتداد الجغرافي الواسع، لا تتوفر إلا على طبيب تخدير واحد، تم تعيينه حديثًا بمستشفى مولاي إسماعيل، بل وتروج أنباء عن أنه لم يلتحق بعد بعمله!
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: أين وزارة الصحة؟ وأين برلمانيو مكناس مما يحدث؟
فلا يُعقل أن يظل هذا الوضع الكارثي قائمًا دون تدخل عاجل من الوزارة الوصية، التي يبدو أنها تتعامل مع صرخات المواطنين بصمتٍ غير مبرر، وكأن مكناس خارج خريطة الاهتمام الوطني.
ورغم المجهودات الكبيرة والمحمودة التي يبذلها المدير الإقليمي للصحة، الدكتور رشيد، الذي يشهد له الجميع بتعاونه واستعداده لخدمة المواطنين في حدود ما يسمح به القانون، إلا أن الحقيقة تبقى مؤلمة: اليد الواحدة لا تصفق. فكيف له أن يغطي كل هذا النقص الحاد في الموارد البشرية والمعدات الطبية لوحده؟
ولا تقف الكارثة عند هذا الحد. فحتى مسألة الأمن الخاص بالمستشفى تحولت إلى مشهد يثير الغضب والاستياء. فبدل أن يكون دور عناصر الحراسة موجهاً لتنظيم الدخول وإرشاد المرضى، أصبح البعض منهم يتعامل مع المرتفقين وكأنهم سجناء لا مرضى. سلوكيات مستفزة وممارسات لا تليق بمؤسسة يفترض أن تكون فضاءً للعلاج والرحمة، لا مكانًا للتعنيف اللفظي وسوء المعاملة.
إن سكان مكناس اليوم يطلقون نداء استغاثة عاجلاً إلى وزير الصحة شخصيًا: أن يتدخل فورًا لإصلاح هذا الوضع الكارثي الذي يُهين المواطن المكناسي ويهدد حقه في العلاج.
كما نوجه انتقادًا لاذعًا للبرلمانيين عن دائرة مكناس، الذين يبدو أنهم يتذكرون الساكنة فقط في موسم الانتخابات، ثم يختفون تاركينهم فريسة الإهمال والمعاناة. فهل هكذا يُكافأ المواطن الذي وضع ثقته فيهم؟ وكيف سيواجه هؤلاء ممثلو الأمة الساكنة في الاستحقاقات المقبلة؟
لقد آن الأوان لوضع حد لهذا العبث. مكناس تستغيث… فهل من مجيب؟
