
صوت الأمة متابعة : رشيد نشاد سيدي قاسم
تبرز جماعة المرابيح بإقليم سيدي قاسم كنموذج فريد في التدبير المحلي، بعدما أصبحت الجماعة الوحيدة بالإقليم التي توفر خدمة سيارات الإسعاف للمواطنين بشكل مجاني وبدون أي مقابل، في خطوة تعكس حساً اجتماعياً ومسؤولية حقيقية تجاه الساكنة.
ورغم صغر حجمها، نجحت جماعة المرابيح في بناء أسطول مهم من وسائل النقل الصحية، حيث تتوفر حالياً على 4 سيارات إسعاف مجهزة، إضافة إلى سيارتي نقل الأموات، وهي أرقام لم تستطع جماعات أكبر حجماً وإمكانيات تحقيقها، مما جعل التجربة محط إعجاب داخل الإقليم وخارجه.
هذا الاستثمار في خدمة المواطن لم يكن شكلياً أو للاستهلاك الإعلامي، بل جاء ضمن رؤية واضحة تهدف إلى تسهيل الولوج للعلاج، وضمان استجابة سريعة وفورية للحالات المستعجلة، سواء داخل تراب الجماعة أو خارجه. وتؤكد شهادات عدد من السكان أن سيارات الإسعاف تستجيب للنداءات في أي وقت، دون إجراءات معقدة أو تكاليف تثقل كاهل الأسر.
كما يشيد المواطنون بتخصيص الجماعة لسيارتي نقل الأموات، في مبادرة تضامنية تخفف عن العائلات آلام الفقد وتساعدها على تجاوز اللحظات الصعبة دون أعباء مالية.
وتأتي هذه السياسة في وقت لازالت فيه مجموعة من الجماعات بالإقليم تعاني عجزاً كبيراً في توفير هذه الخدمات الأساسية، رغم ميزانياتها الأكبر وعدد سكانها المتزايد. ما يجعل جماعة المرابيح مثالاً يحتذى به في الحكامة الجيدة، وترتيب الأولويات، وتوظيف الميزانية لخدمة الفئات الأكثر احتياجاً.
وبهذا النموذج، تثبت جماعة المرابيح أن القرب من المواطن ليس شعاراً، بل ممارسة يومية، وأن الإرادة أقوى من حجم الميزانية أو المساحة الجغرافية. إنها تجربة تدعو للتعميم والاقتداء، وتؤكد أن التنمية المحلية تبدأ بخدمة الإنسان أولاً.
