صوت الأمة ذ : أشرف ليمام
يعد التطوع والعمل التطوعي من القيم الإنسانية النبيلة التي تجسد روح التعاون والعطاء، وهو مفهوم يشغل بال العديد من الشباب الطموحين في المجتمع المغربي. فهم يتسمون بالرغبة القوية في المساهمة في تحسين الوضع الاجتماعي ومساعدة الفئات المحتاجة، مما يعكس تفانيهم في خدمة المجتمع وبناء روابط إنسانية قوية .
يعتبر التطوع أحد أهم السبل التي يستطيع من خلالها الشباب تحقيق تأثير إيجابي في محيطهم، حيث يتيح لهم الفرصة للتعبير عن قيمهم الإنسانية والترابط الاجتماعي. يشعر الشباب المتطوع بالرضا الشخصي والإنجاز عندما يساهمون في تحقيق تغيير حقيقي في حياة الآخرين، سواء كان ذلك من خلال تقديم المساعدة للمحتاجين، أو من خلال دعم الأنشطة الاجتماعية والثقافية .
من الجوانب الإيجابية للعمل التطوعي أيضًا، أنه يساهم في تطوير مهارات الشباب وتعزيز قدراتهم الشخصية والاجتماعية. فمن خلال التعامل مع مختلف الفئات والمواقف، يكتسب الشباب مهارات التواصل والقيادة وحل المشكلات، مما يعزز من قدراتهم على مواجهة التحديات في حياتهم الشخصية والمهنية .
لا يقتصر التطوع على تقديم المساعدة المادية فقط، بل يتعداها إلى العمل على تحفيز الإيجابية ونشر الوعي والتثقيف في مجالات متعددة. على سبيل المثال، يمكن للشباب المتطوعين المشاركة في حملات التوعية الصحية، أو في تنظيم الفعاليات الثقافية والرياضية، أو حتى في دعم المشاريع التنموية المستدامة .
عليه، يجب على المجتمع دعم وتشجيع الشباب على التطوع والمساهمة في خدمة المجتمع، من خلال توفير البنية التحتية المناسبة والفرص المناسبة للمشاركة في الأنشطة التطوعية. إذ يعتبر التطوع والعمل التطوعي ليس فقط وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، بل هو أيضًا ركيزة أساسية في بناء مجتمع أكثر ترابطًا وتعاونًا وازدهارًا .